ترك "التوافق" بين الرئيس الايراني محمد خاتمي و"الحرس الثوري" على مواجهة ظاهرة العنف ارتياحاً في الأوساط السياسية عموماً، الا انه لم يمنع من تصعيد بين المحافظين والاصلاحيين. وفي حين حذرت أوساط الاصلاحيين من وجود "مافيا مقتدرة" تعمل على منع متابعة ملف الأحداث الأخيرة، خصوصاً عمليات ومحاولات الاغتيال، شن آية الله مصباح يزدي، أحد منظري تيار المحافظين، هجوماً عنيفاً على الاصلاحيين ودعا الى "العنف كي يرتدع العدو مقابل الظلم واشعال الفتنة". وكان الشيخ يزدي يرد على حملة منظمة من بعض الأوساط السياسية والاعلامية في التيار الاصلاحي، وقال انه لن يخاف أو يتراجع عن مواقفه بسبب حملات الاهانة والاستهزاء. وذكر في كلمة له في مدينة قم امس ان "جميع المسؤولين يعترفون بوجود مرتزقة في بعض الصحف"، وسأل: "لماذا لا يتم الكشف عن هؤلاء المرتزقة؟". وأخذ يزدي على المحاكم عدم مواجهة "الذين يهينون المقدسات الدينية"، وقال: "في مقابل الظلم واشعال الفتنة ينبغي اللجوء الى العنف كي يرتدع العدو". ورأى "ان الحاكم يتم تعيينه من الله"، وان "لا دور للشعب في ذلك". وكان وزير الداخلية الايراني السابق علي أكبر محتشمي يسار اصلاحي اتهم يزدي بالترويج لما وصفه ب"اسلام الخوارج". وتواصلت أمس التعليقات في شأن محاولة اغتيال القيادي الاصلاحي نائب رئيس المجلس البلدي في طهران سعيد حجاريان، وقال محسن سلامتي الأمين العام لمنظمة "مجاهدي الثورة الاسلامية" يسار اصلاحي ان "منفذي محاولة اغتيال حجاريان انما نفذوا أوامر أصدرها آخرون" من دون ان يحدد هوياتهم. وأضاف ان هناك "مافيا مقتدرة" تعمل على عرقلة الجهود المبذولة لمتابعة ملف الاحداث الأخيرة، لكنه أوضح "ان انتساب بعض المتورطين الى اجهزة عسكرية لا يعني تحميل هذه الاجهزة مسؤولية ما حصل". اما رسول منجب نيا، الناطق باسم رابطة العلماء المناضلين التي ينتمي اليها الرئيس خاتمي فقال: "الاسلام الذي يدعيه المعتدون على حجاريان هو اسلام الخوارج، وهو أخطر من الكفر والشرك بالله، وأخطر ايضاً من الاسلام الاميركي". وانعكست ايجابياً على الساحة الداخلية تأكيدات الرئيس خاتمي في شأن مواجهة ظاهرة العنف خلال لقائه قادة "الحرس الثوري" أول من أمس، والاعلان من قبل قائد "الحرس" اللواء رحيم صفوي عن "الاستعداد لمساعدة الحكومة في كل المجالات". وينتظر معرفة النتائج العملية لهذا اللقاء، مع الإشارة الى ان خاتمي كان حريصاً على امتداح "الحرس الثوري" لدوره في القبض على المتورطين في محاولة اغتيال حجاريان. وكان وزير الاستخبارات علي يونسي أعلن ان أحد المتورطين يعمل في "الحرس"، فيما اعلنت مصادر اعلامية في التيار الاصلاحي ان ثلاثة من المتورطين يعملون في "الحرس" وان بعضهم يتولى حراسة مقر رئاسة الجمهورية. وحرصت الأوساط الاصلاحية والمحافظة على عدم الربط بين المتورطين والمؤسسات التي يعملون فيها، وأفادت وزارة الاستخبارات ان الفاعلين تصرفوا من تلقاء أنفسهم، وهو ما رفضته الأوساط الاصلاحية التي تحدثت عن وجود "حلقة عنف" متنفذة داخل عدد من الاجهزة الحكومية. وأكدت وزارة الدفاع بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والعشرين لاعلان "النظام الجمهوري الاسلامي" في ايران استعدادها "لمواجهة أي مؤامرات أو مساعٍ لضرب الاستقرار الداخلي من قبل الأعداء في الداخل والخارج" وتوعدت بجعل "الاستكبار العالمي وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الاميركية يشعر بالندم بسبب عداوته لايران". الى ذلك أ ف ب ذكرت وكالة الانباء الايرانية ان محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني ومدير صحيفة "مشاركة" الاصلاحية، مثل أمس امام محكمة تنظر في المخالفات التي ترتكب في اطار النشاطات الصحافية. واضافت الوكالة ان خاتمي، العضو المؤسس ل "جبهة المشاركة" يواجه شكوى "خاصة" بتهمة التشهير، من دون ان تعطي مزيدا من الايضاحات. وستستمع المحكمة الى اقوال خاتمي الاسبوع المقبل او ربما في وقت لاحق. وقالت الوكالة ان قاضي محكمة الصحافة سعيد مرتضوي لم يوضح طبيعة الشكوى المرفوعة ضد شقيق الرئيس.