موسكو - "الحياة" - تعرضت القوات الروسية لسلسلة من هجمات شنها المقاتلون الشيشان. وعاد جنرال متشدد الى قيادة القوات الروسية في القوقاز، فيما وعدت رئيسة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بزيادة المساعدات الانسانية لسكان المنطقة ومواصلة جهودها السياسية في الشيشان. وأطلق المسلحون الشيشان نيرانهم على الحواجز والمراكز الروسية في أربع بلدات كانت تعتبر "آمنة" وواقعة تحت سيطرة الروس. وفي مدينة غوديريس التي صارت مركزاً فعلياً للشيشان، اقتحم أربعة شيشانيين يستقلون سيارة أمس، حاجزاً للقوات الروسية وأمطروه بالرصاص ثم اختفوا وسط احياء المدينة. كما اطلقت النار على مخفر للشرطة في بلدة شالي وعلى مواقع روسية في قريتين من قرى شمال الشيشان، من دون الابلاغ عن الخسائر. وأفادت وكالة "ايتار تاس" الروسية ان مصادرة كميات متزايدة من الأسلحة المخبأة، باتت امراً عادياً في معظم المناطق الشيشانية. ومنذ يوم الجمعة الماضي، تم العثور على 24 قطعة سلاح و12 قاذف "آر. بي. جي" و10 قذائف هاون. وعلى صعيد آخر، عاد الى الشيشان الجنرال غينادي تروشين الذي قاد القوات الروسية في "المحور الشرقي" من شمال القوقاز قبل مغادرته المنطقة الشهر الماضي في"اجازة مرضية". ويعتبر تروشيف من اكثر القادة العسكريين الروس تشدداً تجاه مشاريع الحل السياسي في الشيشان وأكثرهم خبرة لكونه من مواليد الشيشان ولمعرفته الواسعة للمنطقة القوقازية. وقال الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين إن قرار تعيين تروشيف قائداً لمجموعة القوات الفيديرالية في شمال القوقاز قد يُتخذ قريباً. ومن جهة اخرى، قالت بنيتا فريرو مالدنير الرئيسة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية في ختام زيارتها لروسيا أمس، انها "حاولت افهام" المسؤولين الروس استحالة حل القضية الشيشانية بالوسائل العسكرية. وأضافت في مؤتمر صحافي ان بعثة المنظمة ستعود الى الشيشان في اوائل ايار مايو المقبل للاشراف على تقديم مزيد من المساعدات الانسانية الى ضحايا الحرب. وتابعت ان مهمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لا تقتصر على القضايا الانسانية، بل ان قمة المنظمة في اسطنبول اكدت على صلاحياتها السياسية. وقالت فريرو مالدنير ان المنظمة "مستعدة لأداء دور الوساطة لايجاد الحل السياسي في الشيشان". وجدير بالذكر ان موسكو رفضت مراراً قبول اية وساطة دولية في النزاع الشيشاني. وفي تطور آخر، أعلن في موسكو أمس، ان وزارة الأمن الروسية ألقت القبض على أربعة من "الارهابيين الشيشانيين" وخمسة من "اعوانهم" في منطقة شمال القوقاز خارج الشيشان ونقلتهم الى موسكو بتهمة الاعداد لعمليات التفجير في مدن روسية على غرار تلك التي وقعت في موسكو ومدن أخرى خريف العام الماضي.