موسكو - رويترز - أعلن الجيش الروسي أمس انه سيركز جهوده على إقناع عشرات الآلاف من المدنيين في العاصمة الشيشانية بمغادرة المدينة من خلال "ممرات آمنة". لكن استجابة السكان لا تذكر. وجاء في بيان للجيش نقلته وكالة "انترفاكس" ان الطائرات الروسية وطائرات الهليكوبتر القت منشورات على غروزني دعت فيها الثوار الشيشان الى القاء السلاح، والمدنيين الى الفرار من خلال ممرين آمنين قائمين بالفعل. وبعد ادانة من الغرب تراجع الجيش الروسي عن انذار وجهه الى حوالى 50 ألفاً من سكان غروزني بمغادرة المدينة بحلول السبت والا أصبحوا أهدافاً مشروعة خلال هجوم شامل منتظر على العاصمة الشيشانية. وأعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين السبت ان المدنيين لم يكونوا مقصودين، وأوضح نيكولاي كوشمان المبعوث الروسي في الشيشان انه لا توجد خطط لشن هجوم شامل على غروزني. وقال الجيش الروسي ان طائراته لم تقصف العاصمة الشيشانية منذ أيام عدة. وفتحت القوات الروسية ممراً آمناً في الاتجاه الشمالي الغربي من غروزني. وشهد وزير الطوارئ الروسي سيرغي شويغو السبت افتتاح ممر جديد جنوب غربي المدينة. وأظهر البيان الصحافي تحولا في تكتيكات الجيش والتركيز على معاقل الثوار في الجنوب. وذكر البيان ان الطائرات الروسية قصفت ارغون جورج جنوب غربي الشيشان. كما هاجمت الطائرات مناطق جبلية أخرى، حيث قواعد الثوار الذين يتمتعون بتأييد شعبي. ونقلت "انترفاكس" عن الجنرال غينادي تروشيف وهو قائد عسكري كبير قوله السبت ان القوات الروسية تستعد لقصف الثوار الشيشان جنوب الجمهورية من قواعد لها في داغستان المجاورة للشيشان من ناحية الشرق. وقال النائب الاول لرئيس الاركان الجنرال فاليري مانيلوف ان الجيش الذي تقدم بسهولة نسبية في منطقة السهول الآهلة بالسكان وسط وشمال الشيشان، سيضمن سلامة من يستخدم الممرين الآمنين اللذين حددتهما القوات الاتحادية. لكن الشاحنات العسكرية التابعة لوزارة الطوارئ التي وقفت عند طرف الممر الجنوبي الغربي على اهبة الاستعداد لنقل النازحين بقيت بلا عمل طوال يوم أمس. وفي اشارة اخرى الى التراجع الروسي قال المبعوث الروسي في الشيشان خلال مؤتمر صحافي السبت ان القوات الروسية ستقوم على الارجح بعملية على غرار عمليات الكوماندوس للسيطرة على العاصمة بدلاً من تنظيم هجوم شامل ضدها. وقال كوشمان "ستحرر العاصمة الشيشانية من خلال عملية خاصة ستشارك فيها قوات امن موالية لموسكو وقوات كوماندوس روسية". وفي الحرب الشيشانية السابقة التي استمرت من 1994 الى 1996 انتهى اجتياح الشيشان بمعركة مأسوية بالنسبة الى روسيا سقط خلالها آلاف الجنود. وتستعد القوات الروسية ايضا للسيطرة على بلدة شالي في منطقة السهول التي غادرها الثوار منذ ايام. ويقول الجيش الروسي انه لن يدخل البلدة قبل ان يتأكد مئة بالمئة من ان العملية لا تنطوي على اي خطر يهدد الجنود. وفي اوسلو يستعد وزير خارجية النروج نوت فوليبايك الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لزيارة الشيشان الاسبوع الجاري لتفقد اللاجئين ومحاولة القيام بدور سياسي لحل الصراع. ويطير فوليبايك الى اذربيجان اليوم في بداية الزيارة التي وافقت عليها روسيا بعد تمنع خلال قمة المنظمة التي عقدت في اسطنبول في منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر. ويزور فوليبايك الشيشان غداً، وكذلك جمهوريتي داغستان والانغوش حيث يعيش حوالى 250 الف شيشاني فروا من القتال.