طرابلس - أ ف ب - نفت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية امس ما تردد عن مصادرة قطع غيار لصواريخ "سكاد" في سويسرا، معتبرة ان هذه الأنباء "مزاعم" تندرج في اطار "الحملة المعادية لعودة العلاقات الليبية - الاميركية". فيما بث التلفزيون الليبي ان العقيد معمر القذافي بحث مع الرئيس ادريس ديبي في الوضع في شمال تشاد حيث تتواجه حركة تمرد مع قوات نجامينا. وجاء في تعليق الوكالة الليبية، رداً على انباء مصادرة الصواريخ "انها حملة عدائية منظمة ومتناغمة تستهدف اطرافها المتعددة، وهي معروفة لنا تماماً، التشويش على الدور القيادي للجماهيرية العظمى على الصعيدين الاقليمي والدولي ومبادراتها التاريخية لتحقيق الاستقرار والامن والسلام في القارة الافريقية". وكانت السلطات السويسرية اعلنت في 6 نيسان ابريل مصادرة قطع قالت إنها مكونات مخصصة لمجموعة الدفع في صواريخ "سكاد"، في حقائب رجل أعمال تايواني يشتبه بأنه كان يريد تسليمها الى ليبيا. وقالت الوكالة إن "هذه المزاعم تشكل جزءاً من الحملة المعادية لعودة العلاقات الليبية - الاميركية ... وهي الحملة التي يشارك فيها يهود في عدد من الصحف الاميركية". وكانت الولاياتالمتحدة التي اغلقت سفارتها في طرابلس منذ 1980، ارسلت في نهاية آذار مارس الى ليبيا للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، بعثة قنصلية لتقويم ما اذا كان الاميركيون يستطيعون التوجه الى هذا البلد المدرج منذ 1979 على اللائحة الاميركية للدول الداعمة للارهاب. القذافي وديبي على صعيد آخر، بث التلفزيون الليبي ان القذافي اجرى اول من امس جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس التشادي تناولت الوضع في تشاد والقارة الافريقية. وقال التلفزيون ان الجانبين تطرقا إلى "الوضع في تشاد وافريقيا اضافة الى سبل تعزيز السلام والاستقرار في القارة" السوداء. وكان ديبي الذي وصل الى ليبيا صباح الخميس اجرى في اليوم ذاته جولة اولى من المحادثات تناولت "المسائل الافريقية وآلية تطبيق اعلان الوحدة الافريقية" الذي تمت الموافقة عليه في ايلول سبتمبر الماضي والذي ستقر قمة استثنائية لمنظمة الوحدة الافريقية في ليبيا عام 2001 بيانه التأسيسي. وذكر مراقبون في نجامينا ان المحادثات بين القذافي وديبي تناولت أيضاً مسألة حركة التمرد في تيبستي شمال تشاد. يذكر ان رؤساء الدول الاعضاء في مجموعة الدول الساحلية الصحراوية كوميسا كلفوا خلال قمتهم الاخيرة في شباط فبراير الماضي في نجامينا الزعيم الليبي القيام بتسهيل الاتصال بين الحكومة ومتمردي "الحركة من اجل الديموقراطية والعدالة" في تشاد والتي تتواجه مع القوات الحكومية في تيبستي منذ تشرين الاول اكتوبر 1998 وتطالب برحيل رئيس الدولة. وتحدث مصدر قريب من الحركة في بداية الشهر الجاري عن وجود ما بين الفين و2500 عسكري تشادي في جنوب ليبيا حيث "لجأوا" الى قاعدة عسكرية ليبية بعد "هزيمتهم" في نهاية شباط امام المتمردين. إلى ذلك، اعلن التلفزيون الليبي ان ليبيا لزمت الحداد اول من أمس لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للغارة الجوية الاميركية على الحي السكني للقذافي في طرابلس عام 1986. وذكر ان الليبيين دعوا في هذه المناسبة الى ارتداء البسة سوداء او على الأقل وضع شارة سوداء على سواعدهم، مضيفاً ان الاتصالات الهاتفية والبريدية بين ليبيا والعالم الخارجي قطعت أيضاً في هذه المناسبة كما نكست الاعلام الخضراء الليبية داخل البلاد وخارجها. وعند الساعة ال12 ظهرا، توقفت السيارات في كل انحاء البلاد خمس دقائق "تذكارا لضحايا الغارة الاميركية الاطلسية الوحشية ضد ليبيا"، كما قال التلفزيون الذي عرض صفوفاً من السيارات متوقفة في منتصف الطريق. وكانت الولاياتالمتحدة شنت في نيسان1986 غارة جوية على الحي السكني للزعيم الليبي في طرابلس أدت الى مقتل ابنته بالتبني.