أمّ الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس في العاصمة التشادية تسعة زعماء افارقة ونحو مئة الف من التشاديين وزعماء الطرق الصوفية في عدد من الدول الافريقية ازدحمت بهم الساحة الكبرى المخصصة للصلاة والتي احاطتها اجراءات امنية مشددة باشراف قوات ليبية. وخطب القذافي في المصلين وهو يرتدي عباءة بيضاء فوقها عباءة اخرى سوداء. وأدت الامطار، التي هطلت بشدة على رغم ارتفاع حرارة الطقس، الى تأجيل صلاة الجمعة نحو ساعة. راجع ص6 وبمجرد انتهاء الصلاة تحوّل المكان الى ساحة فوضى، وأطلقت النار في الهواء لتفريق جموع المصلين. وذكرت وكالة "رويترز" ان حراس القذافي وحارساته شكلوا حاجزاً حال بينه وبين المواطنين التشاديين. ورفض القذافي في خطبته "اتهام المسلمين بالارهاب". واتهم الغرب بالتعصب. ودلل على ذلك "بأن ملايين المسلمين يطلقون على اولادهم اسماء ترتبط بالمسيحية واليهودية ومنها مريم ويوسف وعمران، اما هؤلاء فلا يسمون محمداً او آمنة". ودافع عن سماحة الاسلام ومعاملته للمسيحيين واليهود. وقال ان "الغرب يتباهى بالدفاع عن المتهجمين على الدين الاسلامي من امثال سلمان رشدي". ودعا الأممالمتحدة الى الأخذ من الاسلام فكرة الاشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، وقال ان ذلك من شأنه ان يؤدي الى استتباب الأمن والسلم الدوليين على الأقل لأربعة اشهر في كل عام. كذلك دعا المسلمين الى عدم التعامل مع مسميات الأشهر الميلادية لأنها مأخوذة عن اسماء آلهة وثنية رومانية وإغريقية "ويجب ان لا نعمل بها". وأعلن ان آلاف المسيحيين اشهروا اسلامهم في تشاد امس. وشارك في الصلاة رؤساء السودان وتشادوالنيجر وغامبيا والغابون وبنين ونيجيريا ومالاوي وسيراليون. ويتوقع ان يجري القذافي ورئيس تشاد ادريس ديبي مشاورات اليوم مع الزعماء الافارقة الذين حضروا صلاة الجمعة. وذكرت وكالة "رويترز" ان زيارة القذافي التي تستمر ثلاثة أيام اثارت مشاعر قلق بين جماعات مسيحية وتسببت في احتجاجات طالبية عنيفة الثلثاء الماضي. وغطت السلطات أرض مضمار السباق بمئات البسط وزينته برايات خضر قبيل صلاة الجمعة. وحظيت الوفود التي انتقلت من المطار الى مضمار السباق في مواكب رسمية بترحيب الحشود التي ضمت نساء اطلقن الزغاريد وكذلك حرس الشرف وفرق الموسيقى العسكرية ولافتة ترحب "بالاخوة الافارقة" في تشاد. ووصل القذافي الى تشاد امس الخميس براً حاملاً معه هدايا تتراوح بين مبالغ مالية وعربات ومولدات كهرباء ووقود وأمصال. وتفرض الأممالمتحدة حظراً جوياً على ليبيا وان كان القذافي انتهك الحظر في السابق عندما زار النيجر ونيجيريا وأدى صلوات مماثلة. وكان القذافي الذي قام بآخر زيارة لتشاد في عام 1981 ارسل قواته الى تشاد في السبعينات والثمانينات وحاول في السابق اقامة علاقات قوية مع جارته الجنوبية. وخلال تلك الفترة قطع البلدان العلاقات السياسية وخاضا صراعاً حدودياً حول قطاع اوزو الغني بالمعادن ثم سويا الخلافات مرة اخرى بعد ان أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً لصالح تشاد. ويحتفظ الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي تولى السلطة في انقلاب دعمته فرنسا في 1990 بعلاقات ودية مع ليبيا. وفي وقت سابق قال مسؤولون تشاديون ان رؤساء دول الغابون وغامبيا وغينيا ومالي وملاوي والنيجر ونيجيريا والسنغال وسيراليون والسودان ومعهم ديبي سيشاركون في الصلاة التي يؤمها القذافي. كما يشارك الزعماء في قمة اقليمية مصغرة غداً السبت لدول الساحل والصحراء. ويتحدر ديبي من شمال تشاد المسلم. وهناك اقلية مسيحية في الجنوب حيث توجد احتياطيات نفطية لم تستغل بعد. وكان مئات الشبان من رماة الحجارة اشتبكوا مع القوات شبه العسكرية في نجامينا يوم الثلثاء الماضي خلال مظاهرة احتجاج ضد القذافي. وفي نيويورك رويترز قالت مصادر في لجنة الأممالمتحدة للعقوبات على ليبيا ان اللجنة اعربت عن ارتياحها الخميس للاجراءات التي اتخذتها ايطاليا ضد قائدي طائرتين صغيرتين توجهتا الى ليبيا هذا الأسبوع في انتهاك لعقوبات المنظمة الدولية. وفرض مجلس الأمن عام 1992 حظراً جوياً ضمن عقوبات اخرى على ليبيا لعدم تسليم ليبيين مشتبه بهما الى بريطانيا او الولاياتالمتحدة في حادث تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة بان اميركان فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988 والذي قتل فيه 270 شخصاً. وأفادت انباء بأن الطيارين الايطاليين قاما بالرحلة لجذب الانظار الى محنة فني ايطالي وزوجته احتجزتهما ليبيا سبعة اشهر بسبب نزاع على ديون مزعومة على الشركة التي عمل فيها الفني. وقال فرانشيسكو باولو فولوتشي مندوب ايطاليا لدى الأممالمتحدة في رسالة ان الطيارين واجها استجواباً لدى عودتهما الى ايطاليا يوم الاثنين وأحيلت القضية على محقق. وتبحث السلطات ايضاً في احتمال سحب تراخيص الطيران الممنوحة للطيارين والتحفظ على الطائرتين. وقالت المصادر ان دانيلو تورك رئيس اللجنة وهو من سلوفينيا سيتقدم بالشكر الى البعثة الايطالية لأخطارها اللجنة وسيطلب ان يظل على علم بتطورات القضية.