كشف النقاب في موسكو عن صفقة أسلحة ضخمة لتزويد سورية طائرات من طراز "سوخوي 27" وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للجو. وذكرت صحيفة "فريميا نوفوستي" ان لديها معلومات لم تحدد مصدرها تفيد بأن قيمة الصفقة تزيد على 500 مليون دولار. وأضافت ان مصنع غاغارين للطائرات في مدينة كمسمولسك أنجز تصنيع طائرات مقاتلة وقاذفة من طراز "سوخوي 27" وسيبدأ تصديرها الى سورية الاسبوع المقبل. وتشمل الصفقة تزويد دمشق صواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت اي" و"مينتيس 2" التي تصنع في مدينة كولا، ودبابات متقدمة من طراز "ت 90" ينتجها مصنع نيجني تاغيل في الأورال. وزادت الصحيفة ان السوريين "ربما" سيحصلون على صواريخ "س 300" بعدما كان الجيش السوري مسلحاً بصواريخ "س 200" و"س 125" التي بُدئ تصديرها في الثمانينات. ورفض ديبلوماسي روسي تحدثت اليه "الحياة" تأكيد أو نفي المعلومات التي نشرتها الصحيفة لكنه اعاد الى الأذهان ان وفداً عسكرياً سورياً كبيراً كان زار روسيا عشية وصول الرئيس حافظ الأسد الى موسكو الصيف الماضي. وتابع ان وزير الدفاع مصطفى طلاس كان ينوي زيارة العاصمة الروسية بعد اسبوعين من مغادرة الاسد إلا ان الزيارة ألغيت، ولمح إلى أن الطرفين لم يتفقا آنذاك على عدد من بنود الصفقة. واضاف ان العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على عدد من المؤسسات الروسية التي "تتعاون عسكرياً" مع السوريين لم تغير موقف موسكو التي ترى ان السلاح الذي تنوي تصديره الى دمشق ذو طابع دفاعي. وأوضح ان الاسرائيليين كانوا اعترضوا خصوصاً على صواريخ "كورنيت" التي يمكن ان تشكل خطراً جدياً على سلاح الدبابات في حال وقوع صدام مسلح. وتابع ان اسرائيل تعترف بأن صواريخ "س 300" المضادة للجو هي سلاح دفاعي، لكنها تخشى ان تصبح مناطقها الشمالية "مكشوفة" امام شبكة الرادار القوية الملحقة بالصواريخ. ومعروف ان الروس يعتبرون "س 300" متفوقاً بدقته على مثيله الاميركي "باتريوت"، لكنه أرخص ثمناً اذ تقدر قيمة المجمع الواحد منه ب300 مليون دولار. ولم يتضح ما إذا كان الجانبان اتفقا على تسوية مشكلة الديون التي كانت من الاسباب التي اعاقت استئناف التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين. ويقدر خبراء روس الديون الاجمالية المترتبة على دمشق بنحو 11 بليون دولار.