كشفت في موسكو امس معلومات عن تزويد روسيا لسورية معدات عسكرية بينها منظومات حديثة مضادة للدبابات، في الوقت الذي حذّر مسؤولون في تل ابيب من ان المساعدة التكنولوجية الروسية لايران ستمكّنها خلال سنة من امتلاك صواريخ بعيدة قادرة على حمل رؤوس نووية تصل الى اسرائيل. وأفادت صحيفة "سيفودنيا" الروسية المستقلة ان صواريخ من طراز "إس - 300" كانت موسكو وعدت قبرص بها، وصلت بالفعل الى الجزيرة المقسّمة، مشيرة الى ان هذه الصفقات قد تعرقل مشروعاً اسرائيلياً - روسيا - تركياً لانتاج طائرات هليكوبتر حربية. ونفت المؤسسة الروسية المسؤولة عن تصدير السلاح المعلومات المتعلقة بصواريخ "إس - 300" لكنها لم تعلّق على تزويد سورية معدات عسكرية. ونشرت الصحيفة مقالاً لمعلّقها بافل فيلغينفاور الذي يعد من من ابرز الخبراء الروس في الشؤون العسكرية، ذكر فيه ان لدى الصحيفة معلومات تفيد ان صواريخ "اس - 300" التي كانت نيقوسيا تعاقدت على شرائها من روسيا وصلت فعلاً الى قبرص، يرافقها 200 خبير روسي لتركيبها. وكانت انقرة هددت ب "اعاقة" وصول الصواريخ ولمحت الى انها يمكن ان تقصف مواقعها قبل تركيبها. وجرت اتصالات واسعة لتسوية الموضوع اثناء زيارة رئيس الاركان التركي الجنرال اسماعيل حقي قره دايي لموسكو اخيراً. ونقلت وكالة "ايتار - تاس" الروسية عن وزارة الخارجية التركية ان تنفيذ صفقة الصواريخ سيؤدي الى الاخلال بالتوازن العسكري - الاستراتيجي في المنطقة، لكنها نفت ان تكون الصواريخ نقلت فعلاً الى قبرص. وذكرت ان انقرة "ترصد" اي تحرك من هذا القبيل. كذلك نفت مؤسسة "روسفوروجينيه" الحكومية الروسية لبيع الاسلحة ان تكون الصواريخ وصلت الى قبرص، لكنها اكدت انها ستصدرها الى الجزيرة في اواسط آب اغسطس. ولم تعلّق المؤسسة الحكومية على معلومات اخرى اوردها فيلغينفاور، ومنها الاتفاق على ان تزوّد اسرائيل طائرات الهليكوبتر الحربية من طرازي "كا - 50" و"كا - 52" الكترونيات ومعدات اخرى على ان يتم تجميعها في الاراضي التركية وتزود بها القوات المسلحة في تركيا. واشار المعلّق الى ان طيارين اسرائيليين قاموا بتحليقات اختبارية على هذه الطائرات تمهيداً لاطلاق المشروع. لكنه توقع ان تتعطل هذه الاتفاقات بسبب اعتراضات اسرائيلية وتركية على صفقات روسية مع ايران لتصنيع الصواريخ وبناء محطة بوشهر النووية، واخرى مع سورية لتزويدها الاسلحة. وذكر ان "تصديرات واسعة النطاق من الاسلحة الحديثة". بدأت فعلاً، وان دمشق وقّعت مع مكتب التصميم العسكري في محافظة تولا عقوداً لتزويدها الف مجمع مضاد للدبابات من طراز "كورنيت" الذي يصيب الهدف على بعد خمسة كيلومترات. وفي حال صحة النبأ فإن ذلك يعني ان هذه اكبر صفقة سلاح تعقد مع سورية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وذكرت "سيفودنيا" ان سورية ستحصل قريباً على صواريخ "س 300" المضادة للصواريخ ومنظومات "كرايزانتيم" المضادة للدبابات والتي توجه بالرادار وتعمل في الظروف الجوية المختلفة. اسرائيل وايران على صعيد آخر حذر مصدر دفاعي اسرائيلي من ان ايران ستمتلك خلال عام صواريخ يمكنها ان تضرب اهدافاً في اسرائيل ما لم تتوقف روسيا عن تقديم مساعدات في هذا المجال لطهران. ونقلت وكالة "اسيوشيتد برس" امس عن المصدر، الذي لم تذكر اسمه، انه اعرب عن اعتقاده بأن ايران تبذل جهوداً قوية من اجل تطوير اسلحة نووية وصواريخ باليستية قادرة على نقلها. ونقلت الوكالة عن المصدر ذاته ان مسؤولين دفاعيين اسرائيليين حذّروا، خلال لقاء رفيع المستوى، من ان نموذجاً ايرانياً لصاورخ "شهاب - 3" يبلغ مداه الف و300 كلم سيكون جاهزاً بعد نحو عام اذا استمرت روسيا في تزويد طهران التكنولوجيا اللازمة. واعتبر المصدر ان "شهاب - 3" لن "ينطلق ابداً من دون المعارف الروسية". يذكر ان تقديرات غربية تعتبر ان ايران تحتاج الى خمس سنوات لكي تمتلك او تطور رؤوساً نووية.