أبلغ المنسق المستقيل لبرنامج الأممالمتحدة الانساني في العراق، هانز فون سبونيك الى اعضاء مجلس الأمن والأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، ان العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية في منطقتي حظر الطيران تؤثر سلباً في البرنامج الانساني والعاملين فيه، بالإضافة الى إيذاء المدنيين العراقيين. واعلن في مؤتمر صحافي ان العراق يعاني من "حظر ثقافي". وقال ان التعليم هو الضحية الأولى للعقوبات. واضاف ان برنامج النفط للغذاء يوفر 2.9 بليون دولار، اي 252 دولاراً للفرد، ما يضع العراق "في أسفل الدول النامية". وعرض صوراً لتلاميذ صغار يفترشون الأرض في غرف صفوفهم وقال: "هذا هو الجيل الجديد الذي يُعدّ لحكم البلاد". ودعا سبونيك الى تقويم شامل لمختلف جوانب الحياة في العراق، مشيراً الى تمزق النسيج الاجتماعي وانتشار البغاء وتشرد الأطفال وتراجع الكفاءات، مستشهداً بتقرير اللجنة العالمية للصليب الأحمر الذي أنذر بانهيار الجهاز الطبي في العراق وتهديد حياة العراقيين. ونقل انطباعاته في اعقاب اجتماعات له مع كبار المسؤولين العراقيين، فقال "إذا وفّر مجلس الأمن للعراق مناخاً يستجيب الى مشاكله فإن بغداد مستعدة للنظر في كيفية التوصل الى تنفيذ القرار 1284". كما استهجن ما سماه غض النظر عن عمليات التهريب في الشاحنات عبر تركيا، فيما يكثر التشدد في مراقبة التهريب في البواخر عبر الخليج. ووصفت مصادر الاجتماع الذي عقد في مكتب أنان بأنه كان "شاملاً وواضحاً وصريحاً" عرض فيه فان سبونيك مفصلاً وبالأرقام أثر العقوبات في العراق، واستشهد خلاله بتقرير البرلمانيين البريطانيين الذي جاء فيه ان العقوبات الشاملة تقوي النظام وتدمر البنية التحتية. وحضر الاجتماع سفراء الدول الاعضاء في المجلس باستثناء السفيرين الاميركي ريتشارد هولبروك والبريطاني جيرومي غرينستاك الذي كان خارج نيويورك، ومثلهما مندوبيهما. ونقلت مصادر عن اللقاء بأنه تميز بالاستماع والإصغاء الى تقرير فان سبونيك الذي دخل في تفاصيل احتجاجه على العقوبات الشاملة والعمليات العسكرية جنوب وشمال العراق. ونقل مصدر ان فان سبونيك اشار الى اجتماع له مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قبل مغادرته بغداد دام ساعة ونصف الساعة، الى جانب اجتماعات اخرى مع كبار المسؤولين العراقيين. وقال انه خرج بانطباع ان العراق مستعد للتعاون اذا أقيم حوار بناء معه. وناشد فان سبونيك اعضاء مجلس الأمن استبدال "نمط الإملاء بالحوار" من اجل انقاذ العراق من الانهيار والعمل على تنفيذ القرارات الدولية. وانتقد سياسة تعليق العقود في برنامج النفط للغذاء والدواء، كما انتقد تنفيذ البرنامج في شمال العراق حيث عمليات التهريب للمواد المستوردة وحيث لا سيطرة فعلية لبرنامج الاممالمتحدة.