بغداد، لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز - دعا سبعون من أعضاء الكونغرس الأميركي الى رفع الحظر الاقتصادي عن العراق، فيما شددت موسكو على ضرورة ايجاد "حل جذري" لمسألة العراق، واعتبرت روما ان العمليات العسكرية ضده ليست مجدية. وتفاعلت أمس استقالة ممثلة "برنامج الغذاء العالمي" في بغداد بعد ساعات على قبول تنحي منسق النشاطات الانسانية للأمم المتحدة في العراق هانز فون سبونيك. وبررت ممثلة البرنامج يوتا بورغهارت قرارها بالاعتراض على قرار مجلس الأمن الرقم 1284، الذي يربط تعليق الحظر الاقتصادي بتعاون العراق مع لجنة مراقبة التسلح انموفيك. واستبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان يدخل مجلس الأمن تعديلات على برنامج "النفط للغذاء"، بعد استقالة اثنين من كبار منسقي النشاطات الانسانية للمنظمة الدولية في العراق. وكانت استقالة يوتا بورغهارت بعد قبول انان تنحي منسق برنامج "النفط للغذاء" هانس فون سبونيك، الذي شكا من "مأساة انسانية لا يمكن السكوت عليها" في العراق، اثارت شكوكاً حول مصير برنامج "النفط للغذاء". وتعرض سبونيك لحملات اميركية - بريطانية بسبب انتقاده الحظر ودعواته الى رفعه. وفيما حمّلت بغداد أنان مسؤولية "الخلل الخطير" بعد الاستقالتين، اعتبرت موسكو تنحي سبونيك "سابقة خطيرة"، وأرسلت سفينة استطلاع الى البحر المتوسط لمراقبة سفن حلف الاطلسي في منطقة الخليج، مشددة على ان "الحل الجذري" يكمن في رفع الحظر عن العراق راجع ص2. ودعا امس سبعون من اعضاء مجلس النواب الاميركي الى رفع الحظر الاقتصادي خلال مؤتمر صحافي عقده عدد من هؤلاء، وفي مقدمهم النائب الديموقراطي ديفيد بونيو ولاية ميتشيغان وهو من قياديي الحزب الديموقراطي في الكونغرس. وكان النواب السبعون بعثوا في 31 كانون الثاني يناير الماضي برسالة الى الرئيس بيل كلينتون تطالب برفع العقوبات بسبب معاناة الشعب العراقي وعدم جدوى الحظر الاقتصادي في اطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وأكدوا في الرسالة تأييدهم بقاء الحظر العسكري. ورأى رئيس الحكومة الايطالية ماسيمو داليما امس ان بلاده تعتبر العمليات العسكرية التي تستهدف العراق "غير مجدية". وشدد على ان "ايطاليا ترى وجوب ايجاد حل للوضع في العراق في اطار الأممالمتحدة، مع استراتيجية جديدة يكون هدفها انجاز عمليات تفتيش الترسانات العراقية". في بغداد ابلغت بورغهارت المانية الصحافيين انها استقالت لأن "من الصعب جداً تنفيذ القرار 1284". وأكدت تأييدها اعتراض سبونيك على "مأساة انسانية" في العراق، مشيرة الى مشكلة في القرار الأخير لمجلس الأمن، والذي يفرض على "برنامج الغذاء العالمي" ان يشتري الأغذية للعراقيين من السوق المحلية. وتساءلت عن "امكانية فعل ذلك في دولة ذات نظام مركزي، من دون ان تلعب حكومتها دوراً" في هذا المجال. وفي تصريحات الى شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية اكدت بورغهارت دعمها موقف الألماني سبونيك الذي قبل انان استقالته في 14 شباط فبراير الجاري. وأضافت: "ان دفعنا الى تطبيق القرار 1284 كما تطلب نيويوركالأممالمتحدة يزداد صعوبة". واستبعدت "تنفيذ الشق الانساني من القرار قريباً"، لافتة خصوصاً الى تمسك بغداد برفضه.