انقسم اعضاء مجلس الأمن على عقد جلسة للاستماع الى منسق البرنامج الانساني للأمم المتحدة في العراق، هانز فون سبونيك الذي استقال احتجاجاً على الحظر الدولي المفروض على هذا البلد وانعكاساته على شعبه. وواجهت الأمانة العامة للمنظمة الدولية ضغوط الاستقطاب فيما اشار الامين العام كوفي أنان، الذي سيجتمع مع سبونيك مطلع الاسبوع المقبل الى اهمية تطبيق العقوبات "الى ان يغير مجلس الأمن سياسته" القائمة على فرض الحظر الشامل. واستبعد اي تغيير اساسي في نظام العقوبات، واضاف: "لا يمكنني القول ان هناك دعماً قوياً للتغيير في هذا الوقت"، من عقوبات شاملة الى عقوبات "ذكية" تركز على النظام. وقالت مصادر الأمانة العامة انها لم تتلق طلباً رسمياً من مجلس الامن لايفاد سبونيك لتقديم تقرير الى المجلس، فيما شددت مصادر اخرى على ان أنان يملك وحده صلاحية ايفاد المسؤول الذي يختاره لتقديم التقارير الى المجلس. معروف ان بنون سيفان مقره في نيويورك يرأس البرنامج الانساني في العراق، وكان سبونيك منسقاً للبرنامج وردت البعثة الاميركية لدى الاممالمتحدة على اقتراح السفير الروسي الاستماع الى سبونيك معتبرة ان الأمر يعود الى الأمين العام. واتخذ طلب الاستماع في المجلس طابعاً مميزاً علماً ان استقالة سبونيك اتت نتيجة اعتراض الولاياتالمتحدة وبريطانيا عليه، ومطالبتهما أنان بعدم التجديد له، بسبب انتقاده نظام العقوبات الشاملة ودعوته الى فصلها عن نزع السلاح. وغادر الالماني سبونيك بغداد امس متوجهاً الى نيويورك، وصرح الى الصحافيين في مطار عمان بأنه سيقدم تقريراً الى مجلس الامن عن اسباب استقالته، واضاف: "علينا ان نفكر في كيفية رفع العقوبات التي تعاقب الهدف الخاطئ". وفي تصريحات الى الصحافيين في استراليا اعترف أنان بأن "العقوبات اداة حادة تؤذي احياناً المدنيين وهم ليسوا مستهدفين، ونحن انشأنا برنامج النفط للغذاء كي نتمكن من مساعدتهم". وكان سبونيك انتقد مرات فشل البرنامج في معالجة "الكارثة الانسانية" في العراق، وأيدته ممثلة "برنامج الغذاء العالمي" الألمانية يوتا بورغهارت وقدمت استقالتها الأسبوع الماضي. وأشار انان الى بحث مجلس الأمن مبدأ "العقوبات الذكية" التي تتخذ شكل "تجميد ارصدة القادة المعنيين في البنوك الاجنبية ورفض اصدار تأشيرات سفر وغيرها من القيود التي تؤثر فيهم". ونبه الى ان المجلس لا يبدو بصدد احداث تغيير في نظام العقوبات الشاملة المفروضة على العراق، ولكنه اضاف: "سنراجع الوضع لنرى اي خطوات يمكن اتخاذها لتحسين الوضع" بما يخفف المعاناة الانسانية. وتواجه الأمانة العامة ضغوطاً من اطراف نتيجة مضاعفات استقالة سبونيك وسلفه دنيس هاليداي ايرلندي احتجاجاً على العقوبات. وقال مسؤول في احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ان "الامانة العامة لعبت في الأشهر الثلاثة الماضية دوراً متواضعاً، وتبدي حساسية زائدة حيال الضغوط الاميركية". وأدت مضاعفات استقالة منسق البرنامج الانساني الى انقسام جديد بين اعضاء المجلس، اذ ساندت الصينوفرنسا وتونس وماليزيا وناميبيا وبنغلادش طلب روسيا انعقاد المجلس للاستماع الى سبونيك، فيما أبدت الولاياتالمتحدة تحفظاً. وكانت فرنسا طلبت عقد جلسة علنية للبحث في الوضع الانساني في العراق، ولم تتلق اجابة بعد.