تذبذبت اسعار خام القياس "برنت" في بداية التعاملات التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن امس لكن الخام عاد الى الاقتراب من مستوى 30 دولاراً بعد استيعاب السوق مضمون البيان السعودي - الايراني الذي صدر اثر اجتماع الوزيرين علي النعيمي وبيجان زانقانة في مطار الرياض. وبعد الهبوط الحاد مساء الاربعاء ارتفع "برنت"90 سنتاً عند بدء التداول وبلغ سعر البرميل 29.90 دولار في عقود نيسان ابريل المقبل للبرميل متجاوزاً مستوى المقاومة عند 29.69 دولار لكن الخام ما لبث ان تراجع الى مستوى 29.60 عند الظهر. وتوقف انخفاض الأسعار بعدما قالت مصادر خليجية ان هناك اجماعاً بين الدول الاعضاء في "اوبك" على زيادة الانتاج اعتبارا من اول الشهر المقبل لكن مصدراً خليجياً قال ان الزيادة المتوقعة في الانتاج "كمية معقولة تلبي احتياجات السوق في الوقت الراهن". ونقلت وكالة انباء "فرانس برس" عن خبير اقتصادي اوروبي في طهران قوله امس "ان ايران لا تزال تعارض رسمياً زيادة انتاج النفط لكن لم ينته شيء بعد والامور قد تتحرك في هذا الاتجاه او ذلك من الآن حتى اجتماع المجلس الوزاري ل "اوبك" في 27 آذار مارس في فيينا". وقال الخبير في الشؤون النفطية، الذي طلب عدم كشف هويته، "من الممكن ان يشكل اللقاء الايراني - السعودي خطوة لتليين موقف ايران لكن ذلك لا شيء مضموناً". وأضاف: "لن نفاجأ بموافقة ايران على زيادة انتاج الخام في وقت لاحق في محاولة للتقرب من السعودية وان الجزائر وليبيا والعراق التي ترفض بشكل مبدئي على غرار ايران اي زيادة، هي اقلية". وتابع: "لا اعتقد ان ايران ستوافق على زيادة كبيرة، والامور تتم في جو متقلب تشوبه التكهنات لكن طالما لم يُعقد الاجتماع لم ينته شيء بعد والأمور قد تتحرك في هذا الاتجاه او ذاك". في ميامي رويترز قال نائب وزير الطاقة المكسيكي خورخي شافيز "ان الهبوط الموسمي السنوي في الطلب على النفط قد يكون أقل من المعتاد السنة الجارية بسبب انخفاض مخزونات البنزين لا سيما في الولاياتالمتحدة". ولمح الى ان المكسيك قد تتحرك بشكل مستقل عن حلفائها في "اوبك" حينما تنقضي فترة الخفوضات. في الوقت نفسها أعلن وزير النفط العراقي عامر رشيد ان بلاده ستطلب من "اوبك" ان تحدد لها حصة انتاجية تراوح بين 3 و3.5 مليون برميل يومياً. وابلغ محطة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان "انتاج العراق وصل نهاية 1999 الى ثلاثة ملايين برميل يومياً ونخطط ليبلغ الانتاج 5،3 مليون برميل في نهاية السنة أي ان انتاجنا قارب مستوى ما قبل الحصار عام 1990".