قال بيجان نمدار زنجانه، وزير النفط الإيراني، إن علاج الصدمة، القائم على التراجع الحاد في أسعار النفط لا يشكل حلا لخسارة الحصة السوقية التي ستفقدها أوبك أمام شركات إنتاج الخام الصخري في الولاياتالمتحدة. بعد أن أعلنت منظمة أوبك عن قرارها بعدم تخفيض الإنتاج، تراجعت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 10 في المائة. وقال زنجانه في مقابلة في طهران في 28 نوفمبر بعد وصوله من اجتماع أوبك في فيينا، إن الأسعار عند هذا المستوى المتدني لا تعتبر ضمانة بأن تقوم شركات النفط الصخري الأمريكي بإجراء تخفيض مهم في الإنتاج. وقال: تعتبر الأسعار العالية ميزة سلبية لحصة أوبك السوقية. إذا أردتَ أن تزيد حصتك، عليك تخفيض الأسعار، لكنك لا تستطيع أن تفعل ذلك عن طريق علاج الصدمة على مدى 3 أشهر إذا كنتَ تريد تغيير كل شيء. يشار إلى أن أوبك، التي تزود 40 في المائة من النفط العالمي، قاومت الدعوات من بعض البلدان الأعضاء، مثل إيرانوفنزويلا والعراق، بتقليص إنتاجها الإجمالي من أجل الحد من هبوط الأسعار. وقد اندفع الإنتاج الأمريكي، مدفوعا بطفرة التكسير الهيدروليكي، إلى أعلى مستوى له منذ 3 عقود، وهو ما عمل على زيادة الفائض العالمي، الذي تقدره فنزويلا بأنه في حدود مليوني برميل في اليوم. ووفقا لتوقعات أوبك، سوف يتراجع الطلب على خام أوبك مع توسع العرض الأمريكي، وهو ما يؤذي حصة المنظمة في الأسواق العالمية ويدفع بها إلى أدنى مستوى لها منذ 25 عاما. تهديد النفط الصخري في 29 نوفمبر هبط سعر خام برنت إلى مستوى 70.15 دولار في تعاملات لندن، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2010. وهو ما يعني أن سعر هذا الخام المرجعي تراجع بنسبة 37 في المائة هذا العام. كذلك تراجع سعر خام غرب تكساس المتوسط إلى 66.15 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2009، ويشير إلى أن خام تكساس تراجع بنسبة 33 في المائة خلال العام الحالي. أرادت معظم البلدان الأعضاء في أوبك تقليص الإنتاج بمعدل 1.5 مليون برميل في اليوم، أي ما يعادل 5 في المائة، عن هدف المنظمة، وأن تساهم البلدان من خارج المنظمة بتخفيض إضافي مقداره نصف مليون برميل في اليوم، وفقا لرواية زنجانه عن اجتماع المنظمة في فيينا. وقال زنجانه إن علي النعيمي، وزير النفط السعودي، ذكر أن السبب في الإبقاء على معدل الإنتاج الحالي هو التهديد القادم من النفط الصخري الأمريكي. وقال إن المنافسة من النفط الصخري الأمريكي، وبعضه يكلف إنتاجه لكل برميل أكثر من معدل تكلفة أوبك في طرق الإنتاج التقليدية، ربما لا تتراجع حتى بالأسعار المنخفضة الحالية. الخلاف بين أعضاء أوبك وقال زنجانه: هذه الأسعار التي نشهدها الآن لا تعتبر سببا كافيا لأن نقول بصورة قطعية إن إنتاج النفط الصخري الأمريكي سوف يتراجع خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة بحدود مليون أو مليوني برميل في اليوم. وأضاف: لا توجد حقائق أو أرقام تفيد بأن إنتاج النفط الصخري سوف يتناقص بالتأكيد. وقال إن أوبك بحاجة إلى التعامل مع هذه القضايا الخاصة بالحصة السوقية والأسعار المتهاوية «بحذر وبصورة تدريجية». وحتى في الوقت الذي يريد فيه زنجانه «حماية الأسعار»، إلا أنه قال إنه لا يريد أن تعمل الخلافات داخل المنظمة على تدميرها. وقال للصحفيين في فيينا مباشرة بعد الاجتماع إنه «ليس غاضبا» من قرار أوبك لكنه قال إنه «ليس منسجما مع ما كنا نريده». وقال إن إيران تستطيع تعزيز صادراتها وإنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل في اليوم خلال شهرين، في حال تم رفع العقوبات الغربية ضد الاقتصاد الإيراني وصناعة النفط فيها. وقال إن أسعار النفط المتدنية لن يكون لها أثر يذكر بالنسبة لهذه الزيادات. وقال زنجانه: «مع ذلك نحن مصممون على القيام بها. ما يهمني هو حصتنا».