لندن، طهران - "الحياة"، رويترز - يُنتظر ان تشهد اسعار النفط قفزة نوعية جديدة اعتباراً من الاثنين استكمالاً للتحسن النوعي في قيمة الخام الاسبوع الماضي عندما اقترب سعر البرميل من 19 دولاراً متجهاً بقوة الى مستوى 20 دولاراً. في الوقت نفسه بدأ مسؤولون نفطيون فنزويليون محادثات في طهران امس السبت في المحطة الاولى من جولة في دول "اوبك" سعياً الى اجماع لعقد مؤتمر قمة لرؤساء دول المنظمة في كراكاس. وقالت مصادر نفطية ايرانية ان الوفد، الذي يرأسه نائب وزير الطاقة والمناجم الفارو سيلفا ونائب وزير العلاقات الخارجية خورخي فاليرو سيقابل الرئيس محمد خاتمي ووزير النفط بيجان زانقانة ومحافظ اوبك الايراني حسين كاظمبور اردبيلي. وقالت المصادر الايرانية ان من المتوقع ان يوجه الوفد الى الرئيس خاتمي دعوة لحضور القمة. وكانت فنزويلا اقترحت استضافة مؤتمر قمة لزعماء منظمة الدول المصدرة للنفط في نهاية السنة او مطلع السنة 2000 وتلقت مساندة غير رسمية من بعض الدول الاعضاء. ولم تعلن ايران موقفها من القمة لكن مصادر صناعة النفط قالت انها "تساند الاقتراح مبدئياً". وتأتي جولة الوفد الفنزويلي وسط انتعاش قوي لسوق النفط الدولية. واختبرت اسعار النفط مستويات مرتفعة لم تشهدها منذ 19 شهراً واقفل خام القياس "برنت" الجمعة مرتفعا 28 سنتاً على اقفال الخميس الى 18.51 دولار للبرميل. وساعد في تحسن اسعار الخام ما ذُكر عن عدم قدرة الدول المنتجة من خارج "اوبك" على تعويض النقص الذي تشهده الاسواق بعد قرار دول "اوبك" في آذار خفض الانتاج والتزام الاعضاء الخفوضات بنسبة تجاوزت 90 في المئة. واظهر مسح اجرته "رويترز" عن انتاج 45 دولة غير عضو في "اوبك" ان انخفاض اسعار النفط العام الماضي اضر بشدة بالمنتجين من خارج المنظمة في النصف الاول من 1999 ليؤدي الى توقف مشاريع صغيرة والى خفض المعروض من انتاج هذه الدول بمقدار 870 الف برميل يومياً مقارنة مع مستويات العام الماضي. واوضح المسح ان متوسط انتاج الدول غير الاعضاء في المنظمة في النصف الاول من السنة لم يتجاوز 40.96 مليون برميل يومياً بانخفاض 2.1 في المئة عن مستواه في النصف الاول من 1998. وادى تقلص الانتاج، الذي تركز في النصف الغربي من الكرة الارضية، الى خفض بلغ نحو 90 الف برميل يومياً في الربع الثاني من السنة عن مستواه في الربع الاول. وفي حين سيدعم ارتفاع اسعار النفط تدريجاً مستويات الانتاج في اميركا الشمالية ومناطق اخرى يقول المحللون "ان عودة الدول غير الاعضاء في اوبك الى متوسط انتاجها عام 1998 ربما يستغرق 18 شهراً". وأدى انهيار اسعار النفط العام الماضي الى ادنى مستوياتها في 22 عاماً الى خفض حاد في موازنات الانفاق الرأسمالي لشركات النفط والى وقف مشاريع تنتج نحو ستة ملايين برميل يومياً.