توعد الزعيم اليميني النمسوي المتطرف يورغ هايدر الاتحاد الأوروبي بتعطيل قراراته التي تحتاج الى موافقة جماعية، اذا استمر في عزل فيينا وتصعيد الحملة ضد حزبه. راجع ص8 ووجه هايدر رسالة الى النمسويين المنقسمين على أنفسهم، مقللاً من أهمية العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بلاده. فيما أعلنت الشرطة إصابة خمسين شخصاً بجروح في الصدامات التي وقعت وسط فيينا، خلال تظاهرات عنيفة احتجاجاً على وصول اليمين المتطرف الى السلطة، ودعا الرئيس توماس كليستل النمسويين الى الهدوء "في هذه الظروف الصعبة...". وقلل هايدر من تأثير العقوبات السياسية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بلاده قائلاً في تصريح الى وكالة "ا ب ا" النمسوية ان "الأمر لا يحتاج الى ان نفرق أنفسنا في موجة هستيرية"، مضيفاً ان الاتحاد "ارتكب خطأ تكتيكياً لأنه يحتاج الى صوت النمسا" عملاً بمبدأ الإجماع الذي يتطلبه بعض القرارات المهمة. وأضاف هايدر ان ممثلي الاتحاد "سيجلسون معنا حول طاولة واحدة، وإلا فلن تكون هناك قرارات في أوروبا". وتابع ان "كل المساوئ التي يتهم بها، لا أساس لها من الصحة". وزاد ان التظاهرات التي جرت وسط فيينا "نظمها اليساريون المدعومون بالمال، وليس الذين يكسبون بعملهم الدؤوب". ورداً على سؤال عن تصريحاته المعادية للاجانب قال: "سموا لي سياسياً واحداً لم يرتكب خطأ خلال عشرين سنة". من جهته أعلن المستشار النمسوي الجديد وولفغانغ سوشيل ان حكومته ستعمل من أجل الديموقراطية والقيم الأوروبية كما وعدت في البيان الذي أصدرته بعدما أقسمت اليمين وتعهدت فيه بالمحافظة على القيم الأوروبية. لكن المراقبين يرون ان سوشيل سيواجه مصاعب كثيرة، داخل الحكومة وخارجها، فالمعروف عنه، منذ كان وزيراً للخارجية انه من أشد الدعاة حماسة لانضمام النمسا الى الحلف الاطلسي، لكن دعوته هذه ستصطدم في الداخل بمعارضة اليمينيين، وفي الخارج بمعارضة دول الاطلسي التي تأخذ عليه ترؤسه حكومة تضم المتطرفين. وحاول سوشيل طمأنة الأوروبيين، قائلاً انه لا يرى داعياً للخوف "من وصول هتلر آخر الى الحكم". من جهة اخرى، أعلنت الشرطة ان خمسين شخصاً أصيبوا خلال تظاهرات أول من أمس، وسط فيينا عندما هاجم المتظاهرون مكاتب حزب "الحرية" وحاول رجال الأمن منعهم من الوصول اليها. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رفعوا شعارات ضد هايدر، ونددوا بالفاشية. وكان بينهم عدد من الاجانب.