حاولت الديبلوماسية النمسوية احتواء مضاعفات رد عنيف لزعيم حزب الحرية النمسوي يورغ هايدر على محاولات اوروبية لابعاد حزبه عن الحكم. ودعا الرئيس توماس كليستيل هايدر الى الاتزان، فيما اعتبر وزير الخارجية وولفغانغ شويسيل الذي يتزعم حزب المحافظين المرشح لقيادة حكومة ائتلافية مع "الحرية"، ان اسلوب هايدر خاطىء لكن كلامه يحمل في طياته قدراً من الواقع. وسحب تلفزيون الماني دعوة وجهها الى هايدر للمشاركة في احد برامجه. وكان هايدر نعت الحكومة البلجيكية بال "فساد" والرئيس الفرنسي جاك شيراك بال"فشل". فيينا - رويترز، أ ف ب - سارع الرئيس النمسوي توماس كليستيل امس الاحد الى دعوة زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف يورغ هايدر الى الاتزان، مبدياً قلقه واستياءه ازاء الاسلوب العنيف الذي رد به الاخير على محاولات اوروبية لابعاد حزبه عن الحكم، تجاوباً مع طلب اسرائيل التي تعتبره نازياً. وفي المقابل، قال وزير الخارجية وولفغانغ شويسيل ان هايدر استخدم اسلوباً خاطئاً، لكن هناك قدراً من الواقع في كلامه. وابدى شويسيل تفهمه لرد الفعل العاطفي من جانب هايدر على الانتقادات، مؤكداً انه لا يسمح بان تصوّر النمسا كدولة "نازية" او "كأن فيها هتلر جديداً في طريقه الى النهوض". وكان هايدر اعتبر في مقابلة مع التلفزيون النمسوي اول من امس ان شيراك "لا يعرف عما يتحدث". ونصحه ب"الاهتمام بشؤونه الخاصة" لأنه "لم يدرك بعد ان الاولوية للاهتمام بالعائلات والاطفال وليس للتلاعب بالقنابل الذرية على خلفية ذهنية الحرب الباردة". كذلك رد على بلجيكا قائلاً: "نحن لا نطالب باستقالة الحكومة البلجيكية الفاسدة التي يرتع فيها المعتدون على الاطفال ويضطر الناس للنزول الى الشوارع خوفاً من ان تكون الحكومة متواطئة مع المجرمين". وجاء ذلك في اشارة الى التظاهرات البلجيكية التي اثارتها فضائح الاعتداء جنسياً على الاطفال. وكان شيراك اعرب عن قلقه ازاء مشاركة اليمين المتطرف في الحكومة النمسوية، فيما طالبت بلجيكا دول الاتحاد الاوروبي باتخاذ "موقف موحد" ازاء احتمال وصول "الحرية" الى الحكم في النمسا. كما رفض هايدر الاتهامات الموجهة اليه بانه "معاد للسامية" وقال: "لست شيطاناً نازياً. وانا مصمم اكثر من اي وقت مضى، على ان اثبت للنمسا واوروبا والعالم ما يمكن ان يقوم به حزب الحرية". واعرب عن "دهشة والم شديد لردود الفعل الدولية" على احتمال مشاركة حزبه في الائتلاف الحكومي المقبل. وفي غضون ذلك، سحبت قناة "اي ار دي" التلفزيونية الالمانية دعوة وجهتها الى زعيم "الحرية" للمشاركة في مناظرة تلفزيونية في مواجهة السياسي الاشتراكي داني كوهن بنديت الملقب "داني الاحمر" والمعروف بمواقفه الهجومية المناهضة لليمين. وبررت "اي ار دي" ذلك برفض ممثلي الحكومة الالمانية والجالية اليهودية في المانيا، المشاركة في مثل هذه المناظرة. ولكن القناة التلفزيونية اعربت عن اعتقادها ان التعامل مع هايدر يجب ان يكون بالحوار معه لا بعزله. ويتوقع ان يتوصل حزب الشعب المحافظ الى اتفاق مع "الحرية" على تشكيل حكومة ائتلافية الاسبوع المقبل. ولن يشارك هايدر شخصياً في الحكومة. ويأتي ذلك بعد فشل الحزب الاشتراكي بزعامة المستشار فيكتور كليما في تشكيل حكومة اقلية، في اعقاب الانتخابات التي وضعت "الحرية" في المرتبة الثانية بين الاحزاب.