لندن - فيينا - "الحياة"، أ ف ب - طلب الرئيس النمسوي توماس كليستل امس من الاتحاد الاوروبي "معاملة النمسا شريكاً متساوياً في الحقوق داخل المجموعة الدولية" وجاءت مناشدة كليستل بعد التهديدات التي وجهها الاتحاد الى فيينا بالمقاطعة اذا انضم اليمين المتطرف الى الحكومة، فيما أعلن وزير الخارجية وولفغانغ شويسل ان المحافظين والمتطرفين ماضون في اتفاقهم، وتوقع ان تعلن الحكومة الائتلافية من الحزبين اليوم، الاربعاء، على ابعد تقدير. وصعّدت فرنسا موقفها المعارض مهددة كل الدول التي تنحو منحى النمسا بالمقاطعة والعزل. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة النمسوية ان "الرئيس يأخذ قلق الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على محمل الجد، لكنه يطالب بأن تعامل النمسا شريكاً متساوياً في الحقوق داخل المجموعة الدولية". واعلن احد المعاهد النمسوية ان الشعب مستاء من الموقف الاوروبي. وكان شركاء النمسا ال14 في الاتحاد الاوروبي هددوا الاثنين بتجميد كل الاتصالات الرسمية الثنائية في حال انضمام اليمين المتطرف بزعامة يورغ هايدر الى الحكومة في فيينا. وفي هذا الاطار ستعارض الدول الاعضاء تعيين مرشحين نمسويين في المؤسسات الدولية، ولن تُجرى مشاورات سياسية مع سفراء النمسا المعتمدين في العواصم الاوروبية. واجرى كليستل اتصالاً هاتفياً مع رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الذي اكد له "ان العمل مع المؤسسات الاوروبية لم يعدل وان العلاقات الحالية مع الادارة النمسوية لا تزال على حالها" كما جاء في بيان الرئاسة. واعلنت المفوضية امس عزمها إبقاء علاقات العمل مع السلطات النمسوية في هذه المرحلة من دون اقتراح عقوبات في حال وصول حزب اليمين المتطرف بزعامة يورغ هايدر الى الحكم. وكان متوقعاً ان يدلي هايدر مساء امس بتصريح مشترك مع زعيم تيار المحافظين وولفغانغ شويسل الذي يتفاوض معه منذ اسبوع على تشكيل حكومة ائتلافية. وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان التهديد بعزل النمسا في حال الاتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي يضم اليمين المتطرف والمحافظين، يشمل ايضا كل الدول المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه ان الرسالة "موجهة الى كل اولئك الذين يريدون خوض مضمار التجربة الاوروبية". واضافت: "ان ذلك يعنينا جميعا، اولئك الذين شاركوا في البناء الاوروبي وكذلك الذين يريدون الانضمام". في فيينا، اعتبر مدير معهد نمسوي للاستطلاع امس ان النمسويين "غير مصدقين ومستاؤون" من تهديدات الاتحاد الاوروبي بالمقاطعة، منجراً بذلك الى لعبة هايدر. وقال وولفغانغ باشماير مدير معهد "او جي ام" لاستطلاعات الراي المتخصص في المسائل السياسية ان "هذا الموقف سيعطي عكس النتيجة المرجوة منه، اي سيدفع النمسويين الى التصويت لمصلحة اليمين المتطرف". واضاف ان الشعب النمسوي "غير مصدق وغاضب ومذعور. والكثير من الناس يقول: لم أصوت ابداً لهايدر، لكن الامر تجاوز حده".