فيينا، باريس - رويترز، أ ف ب - تظاهر في فيينا أمس عشرات الآلاف ضد اليمين المتطرف بزعامة يورغ هايدر، ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات نددت بالعنصرية والفاشية، متهمة هايدر بأنه "هتلر جديد" ينهض في قلب أوروبا. في الوقت نفسه سارت تظاهرات متفرقة، تضامناً مع النمسويين المعادين لها، في اليونان وفرنسا، ويوغوسلافيا، وبعض المدن الأوروبية الأخرى. وسار على رأس المتظاهرين في فيينا زعماء المستشار النمسوي السابق فيكتور كليما من الحزب الديموقراطي. وبدأ المتظاهرون يتوافدون الى وسط فيينا منذ ساعات الصباح، بلغ عددهم حوالى المئة ألف، وكانت الشرطة ومنظمو التظاهرات توقعوا أن يسير في التظاهرات بين 200 و250 ألف شخص. وتجمع المتظاهرون قرب المباني الحكومية، خصوصاً ساحة البرلمان، و"ميدان الأبطال"، حيث استقبل النمسويون هتلر بعد دخوله الى فيينا. وتعاون منظمو التظاهرات مع الشرطة لمنع تكرار الاشتباكات العنيفة التي شابت تظاهرات الرابع من شباط فبراير ووقع اشتباك محدود بين رجال الأمن وبعض المتظاهرين الوافدين من المانيا. وفي ما عدا ذلك كانت المسيرة سلمية. وعززت الشرطة اجراءات الأمن على طول الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديد. ودافع الرئيس توماس كليستيل الذي لم يخف استياءه من حزب الحرية عن حق التظاهر ولكنه حض المشاركين على تجنب المواجهات. وأنهى المستشار فولغفانغ شوسيل زعيم حزب الشعب المحافظ 30 عاماً من حكم الاشتراكيين الديموقراطيين بابرام اتفاق مع هايدر على رغم غضب دولي أدى الى عزل النمسا داخل الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا، تظاهر تسعة آلاف شخص في باريس وآلاف آخرون في مدن غيرها احتجاجاً على انضمام حزب "الحرية" الى الحكومة الائتلافية النمسوية. ولبى المتظاهرون في باريس نداء "لجنة اليقظة الوطنية من اليمين المتطرف" حاملين لافتات كتب عليها "مواطنو اوروبا مع الديموقراطيين النمسويين". وكانت التعبئة كبيرة في شرق البلاد حيث تظاهر ثلاثة الاف شخص في غرينوبل والف في ليون، وألف في ستراسبورغ ومئات في ديجون وفالانس وبروفاس وميتز وايبينال وفيردون. وفي تظاهرة رمزية تجمع قرابة 150 شخصاً في قرية اورادور-سور-غلان قرب مدينة ليموج وسط التي سقط 642 من سكانها ضحية مجزرة ارتكبها النازيون في العاشر من حزيران يونيو 1944 منددين "بالبقعة السوداء على جبين اوروبا" في اشارة الى وصول حزب يورغ هايدر الى سدة الحكم. وفي باريس سار المتظاهرون وراء شخصيات سياسية مرموقة من بينها ارليت لاغيلييه الناطقة باسم منظمة "لوت اوفرييار" الكفاح العمالي من اليسار المتطرف وجورج سار رئيس حركة المواطنين التي ينتمي إليها وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفينمان. وكتبت على لافتات "اس او اس راسيزم" النجدة عنصرية! "لا للفاشية" و"النمسا تفقد ذاكرتها وترفع هايدر الى السلطة".