} ظهرت في اندونيسيا بوادر مواجهة بين الرئيس عبدالرحمن وحيد ورئيس الاركان السابق الجنرال ويرانتو الذي رفض طلب الرئيس الاستقالة من منصبه الوزاري بعد تقريرين حملاه وعدد من كبار مساعديه المسؤولية في اعمال العنف التي اجتاحت تيمور الشرقية الصيف الماضي. وحرصت قيادة الجيش على تبديد اشاعات عن انقلاب عسكري وشيك، فيما توقع مراقبون اضطرابات في البلاد. جاكارتا - أ ف ب، رويترز - حرص الناطق باسم الجيش الاندونيسي امس الاربعاء على نفي اشاعات عن التحضير لانقلاب عسكري، مؤكداً ان هذه الانباء قوبلت باستياء في الاوساط العسكرية. ورداً على سؤال عما اذا كانت اقالة الجنرال ويرانتو ستدفع الجيش الى الاستيلاء على الحكم؟ قال الناطق ان "القوات المسلحة تدعم بدون تحفظ كل القرارات، اياً كانت، سواء صدرت عن الرئيس او الحكومة". اما ويرانتو الذي طلب منه الرئيس عبدالرحمن وحيد للمرة الثانية خلال يومين الاستقالة فورا، فبدا متمسكاً بحقيبة الامن والشؤون السياسية التي يتولاها. وشارك امس في اجتماع مجلس الوزراء الذي خصص للمسائل الامنية وكأن شيئا لم يكن. وطلب من زملائه تجاهل نتائج التقرير الذي حمله مسؤولية العنف في تيمور الشرقية، وذلك خلال الاجتماع الذي رأسته نائبة الرئيس ميغاواتي سوكارنو بوتري، نظراً الى غياب وحيد في جولة اوروبية. وأثارت تلك التطورات اجواء عدم استقرار سياسي واضطرابا في الاسواق الاندونيسية حيث واصلت الروبية تراجعها امام الدولار كما خسرت بورصة جاكرتا اكثر من خمس نقاط خلال يومين. ولم يصدر أي موقف مؤيد للجنرال ويرانتو 53 عاماً، العسكري الطموح الذي يقف الرئيس السابق سوهارتو وراء وصوله الى السلطة. وقال وزير العدل مرزوقي داروسمان ان من الضروري استكمال التحقيق الذي اجرته لجنة محلية حول مسؤوليات الجنرالات الاندونيسيين في الفظاعات التي ارتكبت في تيمور الشرقية، ليصل ذلك الى المحكمة. واضاف ان "كل ما يلزم لرفع هذه القضايا سيكون جاهزا في غضون ثلاثة اشهر استعدادا للمحاكمة". ورأى وزير العدل السابق مولادي الذي يرأس فريق الدفاع عن ويرانتو وجنرالات اخرين، ان على الرئيس وحيد ان يناقش الموضوع مباشرة مع رئيس الاركان السابق ل "يتوصلا معا الى وسيلة تسمح للجنرال ويرانتو بالانسحاب بطريقة اكثر لياقة وبخسائر سياسية اقل". ومعلوم ان الدستور يخول الرئيس تعيين الوزراء واقالتهم. واستبعد الديبلوماسيون المتخصصون في مسائل الدفاع والمحللون العسكريون الاندونيسيون والغربيون، احتمال حصول انقلاب عسكري "على الطريقة الباكستانية"، لكنهم توقعوا في المقابل، تصعيداً لأعمال العنف وقيام بؤر توتر تهدف الى تمهيد الطريق امام الاستيلاء على السلطة. وقال ديبلوماسي رفيع يمثل دولة اسلامية ان "يومين او ثلاثة ايام من اعمال العنف والنهب في جاكارتا"، كافية لدفع نواب او وزراء الى مطالبة الجيش باعادة النظام. وأكد الرئيس الاندونيسي في تصريح أدلى به في باريس قدرته على السيطرة على الوضع في بلاده، رغم خلافه مع ويرانتو ورغم نشاط الحركات الانفصالية المتعددة. وقال وحيد إثر مأدبة غداء أقامها على شرفه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه، انه قادر على مواجهة ويرانتو. ورأى ان النزاعات العرقية والدينية التي تشهدها اندونيسيا "ستخمد تدريجياً وبصورة دائمة".