يصل وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون الى السعودية اليوم لإجراء محادثات، وصفها خبراء السوق النفطية بأنها "معقدة"، بعد يوم من اعلانه في الكويت "ان المخزون النفطي وصل الى حدود دنيا خطيرة وان الولاياتالمتحدة لا تحاول فرض سعر محدد للنفط على المنتجين ولا تحاول التحكم بالسوق أو بالاسعار". ويحاول الوزير الاميركي إقناع دول "اوبك" بزيادة الانتاج بعد اطلاع الدول التي يزورها على بيانات المخزون الدولي. ص 11 وتزامنت زيارة الوزير الاميركي للكويت والسعودية مع اعلان صدر عن المفوضية الاوروبية بأن سوق النفط الدولية "تحتاج الى زيادة الانتاج بنحو مليوني برميل يومياً في الربع الثاني من السنة لأن ارتفاع الاسعار يزيد نسبة التضخم". ويأتي الموقف الاوروبي ليعزز وجهة النظر الاميركية الداعية الى زيادة الانتاج من مستواه الحالي بعد عام من لجوء دول "اوبك" ودول منتجة من خارج المنظمة الى خفوضات انتاج ساعدت في رفع اسعار الطاقة الى ثلاثة اضعافها، وليصل سعر البرميل الى حدود راوحت بين 26 و28 دولاراً مطلع السنة الجارية من نحو 10 دولارات قبل عام تقريباً عندما اتخذت "اوبك" قرار الخفوضات والتزمته طوال العام. يُشار الى ان الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي تستهلك في حدود نصف انتاج دول "اوبك" والدول المنضوية في قرار الخفوضات. وحضّت المفوضية الاوروبية "اوبك" والدول الاخرى على زيادة تدرجية للانتاج اعتباراً من الربع الثاني. وسيجتمع المجلس الوزاري للمنظمة في 27 آذار مارس المقبل للبحث في قرار الخفوضات وما اذا كانت السوق تتحمل تمديد الخفوضات ام ان الموقف يستدعي العدول عنها والعودة الى المستوى الطبيعي الذي سبق قرارات آذار 1999. وكان وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح اعلن بعد اجتماعه مع ريتشاردسون انه "تم التفاهم على ثلاث نقاط رئيسية للعمل على تحقيق استقرار السوق". واعرب، في مؤتمر صحافي عقده مع الوزير الاميركي بعد محادثاتهما الطويلة امس ان بلاده "لا تريد ان يكون هناك تأثير سلبي في الاقتصاد الاميركي". وأشار ريتشاردسون الى ان المحادثات مع الشيخ سعود "سمحت بتحقيق تقدم". ورفض الوزير الاميركي الرد اربع مرات على اسئلة "الحياة" لتحديد السعر الذي تعتقد بلاده انه مناسب للحفاظ على النمو الدولي من دون الاضرار باقتصادات الدول المنتجة. وقال: "لست جيداً في الحديث عن الارقام وسبق ان قلت ان عشرة دولارات للبرميل سعر منخفض و30 دولاراً سعر مرتفع". ونفى الوزير الكويتي ان يكون تعرض لضغوط وقال: "نتشاور دائماً مع حلفائنا ومع زبائننا". وشدد ريتشاردسون على انه سيزور السعودية "لأشرح موقف الولاياتالمتحدة وفي اعتقادي ان الاسعار الحالية مرتفعة جداً". وكان خام القياس "برنت" استعاد بعض خسائره امس وحقق في عقود نيسان ابريل المقبل، التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن، مستوى 27.38 دولار للبرميل بارتفاع 38 سنتاً على اقفال الاربعاء.