سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوروبا ترحب بدعوة الامير عبدالله تشكيل "امانة عامة لمنتدى الطاقة" . الولايات المتحدة ترفض خفض انتاج "اوبك " مطلع السنة وتهدد باستمرار اللجوء الى المخزون الاستراتيجي
رفض وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون فكرة "اوبك" لخفض انتاج النفط بحلول مطلع السنة المقبلة على النحو الذي اقترحه بعض دول المنظمة وقال، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض على هامش منتدى الطاقة الدولي السابع الذي بدأ جلسات الحوار امس، "ان المنظمة تتمتع بالقوة والطاقة الانتاجية التي تجعلها قادرة على خفض الاسعار بنسبة الثلث". وعاود ريتشاردسون توضيح موقف بلاده، التي تتزعم الدول المستهلكة للنفط والطاقة، الذي يعتبر ان سعراً يتجاوز 30 دولاراً للبرميل يضر بالمنتجين "خصوصا الدول النامية" وان تراجع مستوى المخزون يجعل العالم عرضة لما اسماه "خطر حدوث نقص خطير واحباطات سعرية". وأضاف وزير النفط الاميركي، بعد أول جلسة كاملة لاجتماع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط "ان السعر المثالي للنفط الذي تنتظره الولاياتالمتحدة يراوح بين 20 و25 دولاراً للبرميل". وابدى ريتشاردسون تقبله لوجهة نظر منتجي النفط القائلة ان الاختناقات التي تعانيها عمليات التكرير والنقل ساعدت في الابقاء على الارتفاع الحاد لاسعار النفط على مدار عام بأكمله الا انه قال "ان الطلب على الطاقة يتزايد بسرعة". واوضح ان مخزونات النفط الخام الاميركية تقل عن مستواها العام الماضي بنسبة 20 في المئة وتقل مخزونات نواتج التكثيف بما فيها زيت التدفئة عن مستواها العام الماضي بنسبة 40 في المئة. وشدد الوزير الاميركي، الذي يحضر المنتدى للمرة الاولى على ان ارتفاع اسعار النفط "أشعل بالفعل معدلات التضخم في الدول الآسيوية خصوصاً الفيليبين فيما تعتزم الصين اضافة 170 مليون سيارة أخرى الى طرقها". وقال ريتشاردسون: "ان ادارة الرئيس بيل كلينتون، الذي شارفت ولايته على الانتهاء، لم تتخل عن خيار سحب المزيد من الاحتياط النفطي الاستراتيجي للبلاد لكبح جماح الاسعار المرتفعة بعدما سمحت بضخ 30 مليون برميل من النفط الخام من هذا الاحتياط الشهر الجاري". وامتنع ريتشاردسون عن تحديد تداعيات ارتفاع اسعار النفط على الاقتصاد الاميركي الا انه قال: "ان مستوى 35 دولاراً للبرميل سيلحق الضرر بالتوقعات الخاصة بنمو الطلب الدولي وبحصة اوبك في السوق على المدى الطويل". لكن وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي شدد امس على ان بلاده وغيرها من المنتجين في "اوبك" مستعدون لزيادة انتاج النفط في حال تراجع المعروض فقط. وقال ان الخبراء في المنتدى متفقون على انه لا يوجد نقص في الخام بالسوق. وقال النعيمي: "ان المنتجين والمستهلكين يقتربون من وجهة نظر مشتركة في شأن رؤية الجانبين لسعر عادل للنفط وان نجاح هذا الحوار يتمثل في جمع آراء من الجانبين عن العرض والطلب وان الآراء بدأت تتقارب في شأن تلك القضايا". في المقابل اكد وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح امس على ان "أوبك" لا تزال غير عازمة على تغيير انتاجها قبل الاجتماع المقبل في كانون الثاني يناير المقبل الذي ستبحث فيه سياساتها الانتاجية. ورد الوزير على سؤال عما اذا كانت "أوبك" سترفع الانتاج اذا ما طلبت الولاياتالمتحدة تلك الخطوة خلال المنتدى بالقول "لن تجري زيادة الانتاج قبيل اجتماع المنظمة" مشيراً الى ان تلك الزيادة ليست في الطريق. المفوضية الاوروبية ترحب وقالت المفوضة الاوروبية لشؤون الطاقة لويولا دي بالاسيو "ان الاتحاد الاوروبي ليس مستعداً بعد للسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي كما انه لن يطلب من اوبك زيادة المعروض". وقالت بالاسيو للصحافيين في مؤتمر صحافي امس "طالب بعض الدول الاعضاء بالسحب من المخزون الاستراتيجي لكن لا يوجد قرار في هذا الشأن حتى الآن". وتابعت "ان الاتحاد الاوروبي لن يدعو اوبك خلال اجتماع الرياض الى رفع الانتاج من اجل خفض اسعار النفط الباهظة وان نصف نسبة التضخم في منطقة اليورو التي تزيد قليلا على اثنين في المئة ترجع لاسعار النفط المرتفعة". ولفتت الى ان اسعار النفط، التي تقترب من 30 دولاراً للبرميل، قلصت النمو الاقتصادي في منطقة اليورو بنسبة 0.3 في المئة. وذكرت ان الاتحاد الاوروبي يرى ان السعر المستهدف الذي تحدده "اوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل "خطوة نحو الاستقرار". وان اجتماع المنتجين والمستهلكين في الرياض ليس المكان المناسب للدعوة الى زيادة انتاج اوبك. واكدت بلاسيو ان الاتحاد الاوروبي يرحب بدعوة ولي العهد السعودي الامير عبدالله لتشكيل امانة عامة لمنتدى الطاقة وقالت: "انها فكرة بناءة وسندرسها عن كثب ويجب ان تبحث بتمعن". واكد وزير النفط الاماراتي عبيد الناصري وجود تراكم في المخزون الدولي يُقدر بنحو مليون برميل يومياً. وقال في كلمة امام المنتدى "لا يوجد شح في الامدادات وان "اوبك" ليست السبب في اضطراب الاسواق. وحض الوزير الاماراتي على تنسيق المواقف بين المنتجين والمستهلكين. وواصل منتدى الرياض جلساته المختلفة وسط اجواء طغى عليها التجاذب بين المنتجين والمستهلكين خصوصاً في قضيتي الاسعار والتغير المناخي. وترى الدول المنتجة ضرورة درس التغير المناخي بشكل علمي قبل اطلاق التهم والقرارات. وليل امس اقام امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز حفلة عشاء تراثية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي تخللتها عروض فنية استعراضية لمعظم الفرق الفلوكلورية التي تمثل المناطق السعودية.