بقيت اسعار خام القياس "برنت" على ارتفاع امس، وحققت في عقود نيسان ابريل مستوى 27.46 دولار للبرميل بعدما اقترب سعر البرميل من 29 دولاراً 28.75 دولارا في العقود الاخيرة لآذار مارس المقبل وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط ثلاثين دولاراً 30.25 دولار مساء الاثنين. راجع ص11 وقال بيتر جينو رئيس قطاع الطاقة في مؤسسة "سولومون سميث بارني" في لندن "ان الاسواق تلقت اشارات متضاربة من المنتجين". وربما اتجهت الدول المنتجة الى حل وسط يقضي بابقاء الخفوضات حتى حزيران يونيو المقبل بدلاً من نهاية السنة الجارية او بداية الربع الاخير منها. ويبدو ان الدول الاعضاء في "اوبك" والدول التي شاركتها في قرار خفض الانتاج العام الماضي منقسمة في ما بينها على القرار الذي يجب ان يتخذه المجلس الوزاري للمنظمة في اجتماع فيينا في 27 آذار المقبل فهل عليه الغاء قرار الخفوضات اعتباراً من حزيران أم مواصلة العمل به حتى نهاية الربع الثالث من السنة، مما يعني ابقاء العالم محتاجاً الى 4 ملايين برميل من اصل 75 مليوناً تستهلك يومياً. ولعل فنزويلا من بين ابرز الداعين الى تخفيف القيود على الانتاج اذ دعت مصادر صناعة النفط فيها الى زيادة حجم انتاج المنظمة بنحو 1.7 مليون برميل اعتباراً من حزيران. في حين تؤيد الكويت وليبيا والجزائر ابقاء الخفوضات حتى آخر السنة. وتؤيد السعودية اكبر منتج في "اوبك" عدم "كشف اوراق المنظمة" حتى انعقاد مؤتمر فيينا "لابقاء الاسعار في مستواها المناسب". وينتظر تجار النفط الاجتماع التنسيقي المقبل لوزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيُعقد في الرياض الأربعاء المقبل وقد ينتهي بدعوة اعضاء منظمة "اوبك" الى الابقاء على تضامنهم وعدم خرق اتفاق الخفوضات حتى يُقرر المجلس الوزاري في فيينا مستقبله هذه الخفوضات. وتراقب الاسواق الاجتماع الثلاثي الذي سيعقده في الثاني من آذار وزراء النفط والطاقة في كل من السعودية وفنزويلا والمكسيك غير العضو في اوبك الذي قد يُعطي اشارات عن موقف مؤتمر فيينا المقبل، على اساس ان الدول الثلاث كانت العام الماضي وراء قرار الخفوضات الذي رفع الاسعار من نحو 10 دولارات للبرميل الى حدود تجاوزت 28 دولاراً. وفي افق القرار المستقبلي للمنتجين ما سيحمله وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون من اقتراحات سيناقشها مع وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز السبت المقبل قبل ان يبدأ جولته الخليجية التي ستنقله الى السعودية والكويت. وكان الوزير الفنزويلي صرح قبل يومين: "ان الولاياتالمتحدة هي الزبون الرئيسي للدول النفطية وليس من مصلحة أحد اثارة اوضاع حرجة يمكن ان تؤدي الى انهيار سوق المستهلكين". ويذكر ان الكونغرس يضغط على ادارة الرئيس بيل كلينتون لاتخاذ موقف متشدد من المسألة النفطية.