أعلن ناطق باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان سيستقبل الاثنين المقبل المنسق السابق للبرنامج الإنساني في العراق هانز فون سبونيك الذي قدم استقالته احتجاجاً على استمرار الحظر المفروض على هذا البلد. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة فريد ايكهارد إن سبونيك، الذي غادر بغداد أمس متوجهاً إلى جنيف، سيصل إلى نيويورك الأحد. إلى ذلك، احتجت الحكومة العراقية لدى أنان على "استمرار الولاياتالمتحدة في تعليق عقود المواد الإنسانية من دون رادع" و"سكوت الأمانة العامة على هذا السلوك"، واعتبرته مؤشراً إلى "خلل خطير يستوجب وضع حد له". وبعث وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف برسالة إلى كل من الأمين العام ورئيس مجلس الأمن تضمنت تفاصيل "العدوان على المنشآت المدنية ومنشآت الخدمات" في العراق في 19 الشهر الجاري. واعتبر مندوب العراق لدى المنظمة الدولية السفير سعيد حسن الموسوي في رسالة أخرى ان استقالتي سبونيك وممثلة برنامج الغذاء العالمي يوتا بوغهارت "تعبير واضح على ان برنامج النفط للغذاء لا يستجيب الحد الأدنى من الحاجات الأساسية لشعب العراق". وانتقد "سكوت" الأمانة العامة على استمرار الولاياتالمتحدة في تعليق العقود العراقية على رغم أنه يتجاوز صلاحياتها ويستهين بسلطتها". وجاء في الرسالة: "إذا أرادت الأممالمتحدة أن تحافظ على الحد الأدنى من صدقيتها، عليها ان توقف التدخل الأميركي الفاضح في كل صغيرة وكبيرة من عملها، وإلا فإن ما صرح به رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي امام مجلس الأمن في 8 شباط فبراير الجاري ان تكون الأممالمتحدة أداة في يد الديبلوماسية الأميركية يصبح واقعاً راسخاً". وعرضت الرسالة التي وجهت أول من أمس أمثلة عن "ذرائع" تعليق العقود في لجنة العقوبات لأسباب "غير قانونية ولا منطقية، إذ زادت قيمة العقود المعلقة من 500 مليون دولار في 19 آب اغسطس 1999 إلى 762.1 بليون دولار في 18 شباط الجاري"، واعتبرت ان هدف الولاياتالمتحدة وبريطانيا هو "الانتقام من شعب كامل وحرمانه من الاستفادة من موارده لتأمين الدواء والغذاء وبقية المواد الضرورية لاصلاح البنى التحتية التي دمرتها الطائرات والصواريخ الأميركية والبريطانية". إلى ذلك، أفادت مصادر بريطانية أن لندن لم تتخذ بعد موقفاً من الطلب الروسي ان يستمع مجلس الأمن إلى سبونيك الذي قبلت استقالته الأسبوع الماضي. وكان السفير الروسي لدى المنظمة الدولية سيرغي لافروف طلب الاثنين الماضي الاستماع إلى سبونيك، وأيدت طلبه الصين وفرنسا وتونس وماليزيا وبنغلادش وناميبيا، في حين واجه تحفظاً أميركياً واقتراحاً بالتشاور مع الأمانة العامة أولاً. وتبحث الأمانة العامة عن بديل لسبونيك في ظروف حرجة، علماً أن سلفه دنيس هاليداي استقال لأسباب مشابهة. وتردد ان الأمانة العامة تبحث عن افريقي ليخلف سبونيك. 11 ألفاً توفوا على صعيد اخر أ ف ب أعلنت وزارة الصحة العراقية أن أكثر من 11 ألف عراقي توفوا في كانون الثاني يناير الماضي بسبب انعكاسات الحظر الدولي، ما يجعل عدد الضحايا يبلغ مليوناً و273 ألفاً و129 شخصاً منذ فرض الحظر على هذا البلد في آب اغسطس 1990. ونشرت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية أمس بياناً للوزارة جاء فيه ان "8182 طفلاً توفوا الشهر الماضي لاصابتهم بأمراض الاسهال وذات الرئة وأمراض الجهاز التنفسي وسوء التغذية". وأشار البيان إلى ان 3054 شخصاً من البالغين توفوا بسبب أمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري والسرطان. ما جعل "عدد الكبار والصغار الذين توفوا نتيجة أمراض مختلفة خلال كانون الثاني يبلغ 11236 عراقياً". وتفيد أرقام الوزارة ان عدد الوفيات الناجمة عن الحظر الشهر الماضي أدنى من العدد خلال كانون الأول ديسمبر والذي ارتفع إلى 1406.