بغداد، باريس، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعربت واشنطن علناً عن ارتياحها الى اعلان استقالة منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في العراق هانز فون سبونيك، في حين نوهت باريس ب "العمل المميز" الذي أدّاه. وجددت بغداد تنديدها باستقالته، متهمة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ب"اقالته" بضغط من الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبين "نحن سعداء جداً برحيله الوشيك"، واضاف "انا متأكد من ان الامور ستتحسن بالنسبة الى الحكومة الاميركية والشعب العراقي والعالم بعد رحيله". وجدد روبين انتقاده سبونيك بسبب طلبه رفع العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على بغداد، وذكر ان "تعليقاته كانت تتجاوز حدود وظيفته"، معتبراً انه كان "منسقاً انسانياً وليس حكماً للامن الوطني والدولي في العالم". وفي باريس أشادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه أمس ب"العمل المميز" الذي أداه سبونيك، وذكرت ان تقويمه الوضع الانساني في العراق يتناسب مع حقيقة الأوضاع، كما يعكس المواقف الصادرة عن المراقبين على الأرض. وأضافت "لا يسعنا إذن ان نأخذ عليه تعبيره عن هذا التقويم". وفي بغداد، كتبت صحيفة "الجمهورية" الرسمية ان فون سبونيك "لم يستقل بل اقيل من قبل الامين العام للامم المتحدة تحت ضغوط اميركية شديدة كون بقائه في هذا المنصب لا يخدم الاهداف الاميركية العدوانية". واضافت "ولان سبونيك من الشخصيات التي لا تقبل الاقالة فقد فضل الاستقالة والخروج من دائرة ضغوط السرب الاميركي في الامانة العامة للامم المتحدة". وكان سبونيك طلب من الامين العام للامم المتحدة اعفاءه من مهماته اعتباراً من 31 الشهر المقبل، بعدما انتقد برنامج "النفط للغذاء" معتبراً انه "لا يستجيب للحاجات الدنيا" لنحو 22 مليون عراقي. وقال "بصفتي مسؤولاً في الاممالمتحدة، يجب ان لا يتوقع مني الصمت عما اعتبره مأساة انسانية حقيقية يفترض ان يوضع حد لها". وتعرض سبونيك لانتقادات حادة من لندنوواشنطن التي طالبت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي برحيله معتبرة انه ليس حازماً بما يكفي ازاء بغداد. الى ذلك، كشف سبونيك في حديث الى قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية أمس "ان السبب الرئيسي لتقديم استقالتي يرتبط بقناعتي بأن القرار رقم 1284 الصادر عن مجلس الامن في كانون الاول الماضي غير قابل للتطبيق في جزء كبير منه". واضاف "اعتقد أنه يلزم الكثير من الوقت قبل ان تصبح الافكار الايجابية التي يتضمنها القرار مفيدة للشعب العراقي". وقال "لا اريد المشاركة في الكفاح المستمر الذي سيخوضه الشعب العراقي بعد الخلط بين الاهتمامات ذات الطابع المدني والمناقشات الخاصة بنزع الاسلحة". ورفض سبوينك الانتقادات التي وجهتها اليه الولاياتالمتحدة متهمة اياه بتكرار آراء الحكومة العراقية. وقال في هذا الصدد "يجب التحدث بصوت قوي ومسموع: لا أحاول تقديم المساعدة الى الحكومة العراقية كما يقول الناطق باسم الخارجية الاميركية".