بغداد، سنغافورة - رويترز - أ ف ب - للمرة الثانية منذ فرض الحظر الدولي على العراق يستقيل مسؤول بارز في الأممالمتحدة معني بالأوضاع الانسانية في هذا البلد. وبقبول تنحي الالماني هانز فون سبونيك تطوى أيضاً حملة اميركية عليه بسبب انتقاده الحظر والذي أثار غضب واشنطن. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان امس ان المنظمة الدولية قبلت استقالة هانز فون سبونيك منسق نشاطاتها الانسانية في العراق، المسؤول عن برنامج "النفط للغذاء". وفي مقابلة مع شبكة "سي. إن. إن" التلفزيونية الاميركية قال فون سبونيك انه استقال لأنه فقد الأمل بتحسن أوضاع الشعب العراقي، مكرراً ان برنامج "النفط للغذاء" لم يلب الحاجات الدنيا للعراقيين. وقال أنان للصحافيين في سنغافورة امس ان منسق البرنامج "خدم الأممالمتحدة 36 عاماً، وتولى مهمة منسق العمليات الانسانية في العراق لأكثر من عام، وقدم استقالته التي قبلتها مع الأسف". وأضاف ان "قرارات مجلس الأمن واضحة، وسنواصل تنفيذ البرنامج الانساني ونبذل قصارى جهدنا لتخفيف معاناة الشعب العراقي". وناشد بغداد العمل مع مجلس الأمن من اجل نهاية سريعة للعقوبات. وكان فون سبونيك الذي طلب اعفاءه من مهمته اعتباراً من 31 آذار مارس المقبل تعرض لحملة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، الدولتين الأكثر تشدداً ازاء العراق داخل مجلس الأمن. وطالبت واشنطن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي برحيله معتبرة انه ليس حازماً ازاء بغداد. وفي مقابلة مع "سي. إن. إن" امس، قال فون سبونيك: "بصفتي مسؤولاً في الأممالمتحدة، يجب الا يُتوقع مني الصمت عما اعتبره مأساة انسانية يفترض ان يوضع حد لها". وتساءل "الى متى سيبقى المدنيون، الأبرياء تماماً، خاضعين للعقاب على شيء لم يرتكبوه" في اشارة الى العقوبات. وتابع ان أمله الوحيد هو "ان يسود المنطق وأن يجد احد في نهاية الأمر الشجاعة دولياً لرؤية الوضع الانساني في حد ذاته من دون ان يستخدمه اداة لتحقيق اهداف سياسية". ونفى ان يكون اعتبر العقوبات وحدها مسؤولة عن المعاناة في العراق، وأقر بأن القيادة العراقية تتحمل جانباً من المسؤولية. وأضاف ان المعاناة "ناجمة عن الحرمان لأسباب تتعلق بالأوضاع الداخلية، وهي بالتأكيد والى درجة كبيرة نتيجة العقوبات". كما عبّر عن أسى للانتقادات الاميركية التي وجهت اليه. وعيّن سبونيك وهو الماني في تشرين الأول اكتوبر 1998 كخامس مسؤول يتولى رئاسة برنامج "النفط للغذاء"، وكان سلفه دينيس هوليداي استقال بعدما ادلى بتصريحات مماثلة.