} جردت القوات الدولية في كوسوفو حملة واسعة النطاق لنزع السلاح في شمال غربي الاقليم حيث دارت مواجهات بين الألبان والصرب. وجاء ذلك بعدما وصفت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت الوضع في المنطقة ب"المأسوي" وحذرت من مخاطر عودة النزعات القومية الى كوسوفو. أُرسل مئات الجنود الدوليين الى مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو وذلك في اعقاب تحذير وجهته وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في شأن خطورة الوضع في المدينة الذي وصفته ب"المأسوي". ودعت الألبان الى التخلي عن "حلم البانيا الكبرى". وتضمنت التعزيزات التي وصلت الى ميتروفيتسا، جنوداً اميركيين وبريطانيين وألماناً ويونانيين وكنديين وايطاليين، لمساعدة الوحدات الفرنسية في وضع حدد للعنف المتواصل بين سكان المدينة الألبان والصرب. وقال الناطق باسم قوات حفظ السلام في شمال غربي كوسوفو غوردون فوذيريم امس الأحد، ان القوات الدولية "قسمت ميتروفيتسا الى ثلاثة قطاعات من أجل عملية دهم البيوت بحثاً عن الأسلحة والتي اطلق عليها "ايبار"، نسبة الى نهر ايبار الفاصل بين شطري المدينة. وأوضح ان الفرنسيين والاميركيين يعملون في الشمال والألمان والايطاليين في شرق الشطر الجنوبي من المدينة، فيما يعمل البريطانيون والكنديون في الشطر الجنوبي الغربي، مشيراً الى ان العملية ستستغرق ثلاثة أيام. الى ذلك، قال ضابط فرنسي كبير ان عملية "ايبار" تهدف: من جهة الى "إظهار حزمنا في الشمال والجنوب وتفتيش كل المواقع في ميتروفيتسا من دون تحيز" ومن جهة اخرى، "خفض مخزون الأسلحة لدى السكان". وتعرضت المدرعات الاميركية وسيارات شرطة الاممالمتحدة في شمال ميتروفيتسا الى رشق بالحجارة من حشد صربي كان يهتف "صربيا صربيا" اثناء عملية التفتيش، ما أدى الى أضرار بالعربات من دون سقوط جرحى. وبعد هذه الحوادث، قال ناطق باسم القوات الدولية "ان عربات الوحدة الاميركية توجهت الى الشطر الجنوبي من ميتروفيتسا الذي يقطنه الألبان. وتعرضت اثناء مرورها لحجارة ألقاها الصرب عليها والذين كان حوالى 300 منهم تجمعوا على جانبي الطريق مبدين فرحهم برحيل الاميركيين عن منطقتهم". وتولى الجنرال الفرنسي بيار دي ساكي دي سان الذي يقود قوات حفظ السلام في شمال كوسوفو، المسؤولة عن ميتروفيتسا، مهمة الفصل بين الصرب والمدرعات الاميركية أثناء انسحابها، وسط هتافات الصرب للجنود الفرنسيين "فرانسوسكا فرانسوسكا" أي "فرنسا فرنسا". واعرب الزعيم الصربي في شمال ميتروفيتسا اوليفر ايفانوفيتش عن استيائه من وجود الاميركيين، وقال: "لا أعرف لماذا أرسلوا لنا الاميركيون. ان صورتهم سيئة وعليهم الانسحاب خلال بضعة أيام". في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا عن قتل ثلاثة من الصرب جنوب شرقي كوسوفو وان عشرة ألبان اعتقلوا للاشتباه بوجود علاقة لهم بالحادث. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت أعربت في العاصمة الالبانية تيرانا عن قلقها من الوضع في ميتروفيتسا ووصفته بأنه "خطير ومأسوي". وقالت ان "تسوية التوتر بين الاثنيات في ميتروفيتسا أمر أساسي لأمن اقليم كوسوفو بكامله". وطلبت اولبرايت أثناء لقائها في تيرانا مع الزعيم السابق لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي، من ألبان كوسوفو "مقاومة الرغبة في الانتقام"، مؤكدة ان "اقليم كوسوفو لم يكن يوماً لاثنية واحدة ويجب ألا يكون كذلك". وحذرت الألبان من الاستمرار في حلم تشكيل البانيا الكبرى. وقالت: "أريد أن أكون واضحة، ان محاولات توسيع الحدود تشكل دعوة الى العنف، لا الى السلام والاستقرار"، مشيرة الى ان "الأسرة الدولية لن تقبل أبداً بالبانيا كبرى ولا بصربيا كبرى ولا بكرواتيا كبرى". واعتبر المراقبون تحذير أولبرايت حول "البانيا الكبرى" بأنه دليل على معارضة اميركية واضحة لمطلب البان كوسوفو بالانفصال عن يوغوسلافيا.