عارض جيش تحرير كوسوفو قرار المسؤولين الدوليين مواصلة العمل بالقوانين الصربية واليوغوسلافية في الاقليم، فيما نفى أي علاقة له بأحداث مدينة ميتروفيتسا. ووصفت صحيفة ألبانية العلاقات بين القوات الدولية والسكان الألبان بأنها ليست على ما يرام. واعتبرت أن دهم مقرات جيش التحرير أدى إلى تصعيد التوتر في الاقليم. أفاد ناطق باسم القوات الفرنسية المنتشرة في شمال غربي كوسوفو أن جيش التحرير يقف وراء ما يجري في مدينة ميتروفيتسا من مواجهات "سعياً منه للسيطرة على الشطر الشمالي من المدينة لإخراج السكان غير الألبان منه". وتواصلت أمس الثلثاء، ولليوم الرابع على التوالي، تظاهرات السكان الألبان قرب الجسر المؤدي إلى الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا الذي يسيطر الصرب عليه. ومنع الجنود الفرنسيون السكان الألبان، وغالبيتهم من الشباب، من عبور الجسر المقام على نهر ايبار الذي يقسم ميتروفيتسا إلى شطرين بعدما حاولوا الوصول إلى الشطر الشمالي. وتوجه وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار أمس إلى ميتروفيتسا حيث زار الوحدات الفرنسية فيها، وتفقد الوضع في شطري المدينة. وأجرى الوزير محادثات مع القادة الفرنسيين في المدينة بخصوص المواجهات القائمة مع السكان الألبان وسبل احتوائها. كما التقى الوزير الفرنسي في العاصمة بريشتينا مع قيادة قوات حفظ السلام الدولية ومسؤول الإدارة المدنية الدولية في الاقليم برنار كوشنير. ومن جهة أخرى، اكتمل العدد المقرر للوحدات الروسية وهو 3600 جندي، وتم توزيعهم في المناطق الصربية المحددة لهم في الاقليم. واستمر العنف في أنحاء كوسوفو، وأفاد ناطق باسم القوات الدولية أن دورية بريطانية "تعرضت لاطلاق نار في بريشتينا". وأضاف ان جنوداً روس "تبادلوا اطلاق النار مع مسلحين في بلدة كامينيتسا وأحرقت كنيسة صربية في قرية جيتينيا في شرق الاقليم". إلى ذلك، نفى المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي أن يكون تنظيمه وراء أحداث ميتروفيتسا، ووصف الجنود الفرنسيين ب"الغطرسة وعدم التزام الديموقراطية بسببب تقييدهم حرية الحركة في المدينة"، لكنه أكد على حق الألبان في ميتروفيتسا "في عدم السماح بتقسيم مدينتهم". وانتقد المضايقات التي يتعرض لها بعض مسؤولي جيش التحرير من القوات الدولية، ودعا قائد قوات حفط السلام الجنرال مايكل جاكسون إلى السيطرة على كل الوحدات العسكرية التي بأمرته "بدل أن يتهم جيش التحرير بفقدان السيطرة على أنصاره". وشدد ثاتشي على معارضة الألبان قرار مسؤول الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير الذي يقضي بالعمل وفق القوانين الصربية واليوغوسلافية في مجالات السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية في الاقليم. وأوضح أن السبب الرئيس لمعارضة هذه القوانين "يعود إلى أن غالبيتها وضعت في السنوات الأخيرة وتعمدت الاضرار بحقوق السكان الألبان". وذكرت صحيفة "فاكتي" الألبانية الصادرة في مقدونيا أمس أن العلاقات تأزمت كثيراً بين القوات الدولية والسكان الألبان في الاقليم. ونقلت عن مصادر جيش تحرير كوسوفو ان "مفاوضات قادته توقفت مرات عدة مع المسؤولين الدوليين بسبب عمليات الدهم التي قامت بها القوات الدولية ضد مقرات الجيش واستخدام العنف مع قادته واطلاق النار على السكان الألبان المطالبين بحقوقهم التي اعتدت عليها العناصر العسكرية الصربية قبل انتشار القوات الدولية".