} توقعت الخرطوم حصول نقص في المواد الغذائية، وطالبت الأسرة الدولية مساعدتها تجنباً لحصول مجاعة. في موازاة ذلك استنكرت الحكومة ما قالت انه قرار أميركي لنقل الأطفال السودانيين من جنوب البلاد الى الولاياتالمتحدة. الخرطوم - أ ف ب - ذكرت "وكالة الانباء السودانية" ان سلطات الخرطوم نددت امس بما وصفته قراراً اميركياً يقضي بنقل اطفال جنوبيين لاجئين في كينيا الى الولاياتالمتحدة. ونقلت الوكالة عن وزير العدل السوداني علي عثمان ياسين تنديده بنقل اربعة آلاف طفل سوداني من مخيم كاكوما للاجئين في شمال كينيا الى الولاياتالمتحدة واعتبارهم لاجئين سياسيين. ووصف القرار بأنه "تصرف خاطئ" من واشنطن. وقال ياسين ان "الاطفال سيكونون بمثابة نواة لمجموعة ستعمل ضد السودان" مستقبلا، مما سيؤدي الى "تعميق الشرخ والحقد بين شمال البلاد وجنوبها". واضاف ان هذا "التصرف لا يخدم الوحدة الوطنية وانما سيؤدي الى نواة لشكل جديد من التمرد، الامر الذي سيعيق الجهود المبذولة من اجل اقامة السلام في الجنوب". ونقلت صحيفة "اخبار اليوم" السودانية المستقلة عن ديبلوماسي سوداني لم تكشف اسمه ان الف طفل سوداني تراوح اعمارهم بين 4 أعوام و14 عاماً من مخيم كاكوما نقلوا الثلثاء الماضي من خلال جسر جوي الى الولاياتالمتحدة. واضاف الديبلوماسي ان الجسر الجوي سينقل اكثر من اربعة آلاف آخرين خلال الايام المقبلة. واعرب عن اعتقاده بأن الحكومة السودانية وحدها ليست قادرة على اقناع واشنطن بوقف العملية. وطالب الاسرة الدولية بممارسة ضغوط على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة لوقف تعاونها مع الولاياتالمتحدة في هذ المسألة. ونسبت "اخبار اليوم" الى صحيفة "كينيان نايشن" قولها ان الاطفال وقعوا تعهدا لدفع تكاليف نقلهم واقامتهم لاحقاً. وكانت وزارة الخارحية السودانية اعلنت في وقت سابق انها شكلت لجنة لتقصي الوقائع والتحقيق في القضية. على صعيد آخر، ذكرت الصحف السودانية ان سلطات الخرطوم اعترفت بوجود نقص في المواد الغذائية في البلاد وانها تتطلع للحصول على مساعدات من الاسرة الدولية بهدف تجنب حصول مجاعة. ونقلت صحيفة "الصحافي الدولي" عن وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل قوله ان النقص في المواد الغذائية موجود في مختلف انحاء البلاد وعزا ذلك الى ندرة الامطار. واكد ان الحكومة لن توفر جهدا في سبيل انهاض الوضع. ونضبت المواد الغذائية في ولايات دارفور وكردفان وبحر الغزال حيث بلغت اسعار الذرة ارقاما خيالية. وقال اسماعيل ان الحكومة تبذل جهوداً "مضنية لتعويض النقص الحاصل" موضحا انها تجري اتصالات مع برنامج الاغذية العالمي لمواجهة الوضع. وأضاف: "ان السودان يتطلع قدما للحصول على مساعدات من الاسرة الدولية للمشاركة في سد النقص الحاصل في المواد الغذائية". وكان برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة اكد في شباط فبراير الماضي ان مناطق عدة في السودان تعاني نقصاً غذائياً بفعل انعدام الامن واسباب مناخية كالجفاف والفيضانات. وحمل وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل على مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية سوزان رايس واعتبرها شخصاً غير مرغوب فيه بالنسبة الى بلاده، ورحب بتركها مقعدها وأضاف: "فلتذهب غير مأسوف عليها". وكانت رايس أكدت أول من أمس ان السياسة الأميركية تجاه السودان وزيمبابوي لن تتغير بتغير الادارة الأميركية الجديدة ما لم يغير البلدان سياستهما التي وصفتها بأنها "ستقود الى فوضى ودمار اقتصادي في الدولتين". وقالت ان بعثة التحري التي رأستها الى جنوب السودان أخيراً وجدت "ان ممارسة الرق حقيقة وأنه يمارس بشكل نمطي وعادي وعلى مستوى واسع"، واتهمت الحكومة ب"قصف القرى بالقنابل مما أدى الى مصرع المدنيين". وكانت الخرطوم احتجت على زيارة رايس جنوب البلاد من دون اذن مسبق والغت تأشيرات دخول ديبلوماسيين اميركيين الى البلاد.