ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن السودان يتخوّف من لجوء الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى الخيار العسكري لإنهاء الأزمة الدائرة في دارفور. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية في الخرطوم قولها إن الحكومة السودانية تتخوّف بشكل متزايد من احتمال لجوء إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إلى الخيار العسكري لإنهاء الأزمة الدائرة في دارفور منذ ست سنوات. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تتهم القيادة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور لكنها تحاشت التورّط عسكرياً بصورة مباشرة منذ اندلاع الأزمة في دارفور عام 2003على الرغم من الضغوط المتزايدة من المتمرّدين السودانيين والمنفيين والجماعات المسيحية. وأضافت أن الرئيس جورج بوش أمر قبل أيام وبشكل مفاجئ، بشحن العربات والمعدات المطلوبة لقوة حفظ السلام في دارفور عن طريق الجو، فيما تطالب جماعات ضغط مؤثرة في الولاياتالمتحدة، مثل تحالف "أنقذوا دارفور"، أوباما بالتحرك بشكل سريع لإعداد حملة تضمن اتخاذ موقف أكثر صرامة حيال دارفور. ونسبت "الغارديان" إلى دبلوماسي غربي في الخرطوم لم تكشف عن هويته قوله "أوباما يُعتبر الكابوس الأسوأ لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الذي كان يريد فوز جون ماكين والجمهوريين بانتخابات الرئاسة، لأنه لم ينس أن الديمقراطيين قصفوا السودان من قبل"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنّته الولاياتالمتحدة بصواريخ "كروز" على مصنع للمستحضرات الصيدلانية في الخرطوم عام 1988في أعقاب الهجوم الذي شنّه تنظيم "القاعدة" على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا. واشارت إلى أن مصدراً في الخرطوم أكد أن الرئيس السوداني عمر البشير "خاف من قيام أوباما بتعيين سوزان رايس، مستشارة الشؤون الأفريقية السابقة في مجلس الأمن القومي بإدارة الرئيس بيل كلنتون، عضوة في حكومته وسفيرة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة، بسبب تأييدها في وقت سابق شنّ ضربات جوية من قبل الولاياتالمتحدة أو منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو فرض حصار بحري على صادرات السودان من النفط لوقف العنف في دارفور". وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصادر نفسها أن البشير "شعر بالخوف والاشمئزاز من تعيين سوزان رايس وأبلغ مساعديه بأنه لا يريد رؤية وجهها في السودان". وأشارت إلى أن قلق الخرطوم من تدخل عسكري أمريكي يشمل جنوب السودان أثارته تقارير صحافية تفيد أن واشنطن تسلّح جيش تحرير الشعب السوداني الانفصالي، وهو الجناح العسكري ل "حركة تحرير شعب السودان"، لكن الولاياتالمتحدة نفت تلك الأنباء. وأضافت الصحيفة أن مخاوف السودان من وقوع مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة تعود أيضاً إلى توقع إصدار المحكمة الجنائية الدولية بدعم من واشنطن، مذكرة اعتقال بحق البشير في غضون الأسابيع المقبلة، بعد اتهام مدعي عام المحكمة الرئيس السوداني عام 2008الماضي بارتكاب "إبادة جماعية" و"جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في دارفور.