} سعت موسكو الى التكتم على انباء عن هجوم واسع شنه شيشانيون على مقر بلدية غروزني، اسفر عن سقوط 14 قتيلاً على الاقل في صفوف جنودها. وأعلنت السلطات الروسية عن مقتل شيروانى باسايف شقيق القائد الميداني المعروف شامل باسايف، فيما حذر الحاكم المدني احمد قادروف من "ولاء مزدوج" للمسؤولين الذين عينتهم موسكو في الشيشان. تسربت أنباء عن الاشتباك الذي جرى أول من أمس، وكان من أكبر المعارك التي شهدتها العاصمة الشيشانية منذ سقوطها في أيدي القوات الروسية قبل عشرة أشهر تقريباً. وحاولت المصادر الرسمية "تطويق" المعلومات عن المعركة التي اعتبرت تحدياً للقيادة العسكرية التي أكدت غير مرة "نظافة" المدينة وخلوها من المقاتلين. وبحسب الرواية الروسية فإن مجموعة من المسلحين هاجمت مقر المجلس البلدي في المدينة. وجرت معركة قتل فيها احد المهاجمين، فيما جرح أربعة من رجال الشرطة الشيشانيين المتعاونين مع القوات الروسية. وذكر محافظ غروزني بيسلان غانتميروف ان الاشتباك استمر 40 دقيقة. وأبدى انزعاجه لأن المدينة "مليئة" بالمقاتلين الذين قال انهم "يتحركون بحرية" على رغم وجود عشرات الآلاف من منسوبي القوات الروسية. ومن جانبها، أكدت وزارة الداخلية الروسية ان 26 مقاتلاً شيشانياً قتلوا وأسر ثلاثة خلال الأيام الأخيرة، وذكرت ان زهاء 100 شخص اعتقلوا "للاشتباه بتورطهم" في عمليات ضد القوات الروسية. وأعلنت هيئة وزارة الأمن الروسية ان عملية خاصة اسفرت أمس، عن مصرع شيرواني باسايف شقيق شامل باسايف رئيس "المجلس العسكري الأعلى للشورى" وزعيم الجناح الراديكالي في المقاومة. ومن جانبه، أشار موقع "صوت القوقاز" الشيشاني على الانترنت، الى ان معركة غروزني استمرت ساعة ونصف الساعة وقتل خلالها تسعة جنود روس وثلاثة من رجال الشرطة الشيشانيين واحرقت مدرعتان، فيما فقد المهاجمون قتيلاً واحداً وأصيب ثلاثة بجروح. وأكد الموقع ان معركة جرت في الوقت ذاته في الاحياء الشمالية من المدينة وقتل فيها خمسة من الجنود الروس وجرح سبعة. وفي معرض تفسيره لأسباب تزايد نشاط المقاتلين قال أحمد قادروف ان عدداً من رؤساء الادارات المعينين من موسكو لهم "ولاءات مزدوجة". وهدد بإجراء حملة تطهير للتخلص من "غير الموالين" للسلطة الروسية. إلا أن المراقبين يتحدثون عن استياء واسع من التجاوزات التي ترتكب في الشيشان. واعترفت النيابة العامة المعينة من موسكو في الجمهورية الشيشانية بأن مدرعة روسية أطلقت النار أمس، على حافلة للركاب في مدينة غوديرييس ما أدى الى جرح سائقها، فيما أطلقت سيارة عسكرية النار على سيارة مدنية فقتل صاحبها. وفي قضاء أوروس مارتان، عثر على جثث ستة مدنيين شيشانيين قتلوا في حوادث غامضة. وقال قائمقام القضاء شيرواني باسايف ان استمرار حالات القتل "الغامضة" من دون التعرف الى الجناة ومحاسبتهم، أدى الى "توتر دائم سيتحول قريباً الى هلع". وعلى رغم ان الروس يحاولون القاء المسؤولية على عاتق المقاومة، فإن النائب الشيشاني في البرلمان الفيدرالي اصلان بك اصلاخانوف أشار الى انتهاكات واسعة تقوم بها القوات الروسية ضد المدنيين.