دارت معارك عنيفة على تلال تبعد سبعة كيلومترات عن وسط العاصمة الشيشانية غروزني امس، فيما تضاربت الأنباء عن النيات الفعلية للقوات الروسية. وقالت مصادر عسكرية في موسكو ان الروس يعتزمون تشكيل طوق حول المدينة، وتخوف مراقبون من خطة لتحويل غروزني أرضاً محروقة. واستشهدوا بخطط روسية لفتح ممرات لمن تبقى داخلها من النساء والاطفال، لتفادي الاستياء العالمي من هجماتهم التي اتسع نطاقها. راجع ص7 وأفاد نائب رئيس مجلس النواب الشيشاني سليم باسايف الذي تمكن من الوصول الى لاتفيا أمس، ان الروس يرتكبون مجزرة جماعية في بلاده. ووصف الأوضاع هناك بأنها "كارثية"، مندداً بتقاعس القوى الغربية وحلف شمال الاطلسي عن التدخل. وقال المسؤول الشيشاني الذي خرج واثنان من رفاقه من غروزني سيرا على الاقدام قبل أيام، ان الروس يدخلون مخيمات اللاجئين الشيشان ويقتادون الشبان البالغة اعمارهم 13 عاماً وما فوق الى الخارج فيختفي أي أثر لهم. وأكد ان عدد اللاجئين فاق ال245 الفاً، فيما ناهز عدد القتلى المدنيين 2632 واصيب 8682 مقاتلاً بجروح وتم تدمير 66 قرية بالكامل ولحق دمار جزئي باكثر من 147 قرية أخرى. ووعدت موسكو بمليون دولار "ثمناً لرأس" القائد الميداني شامل باسايف المشرف على عمليات الدفاع في القطاع الشرقي من العاصمة حيث دارت المعارك الاكثر ضراوة. وذكرت انباء روسية ان عدداً من المقاتلين العرب اسروا إثر إصابتهم بجروح في المعارك. وبلغ القصف الروسي ذروة ضراوته امس، ولم ينج منه مكتب وكالة انباء "إيتار-تاس" في غروزني الذي اصيب بدمار شبه كامل . وردت المدفعية الشيشانية بقصف معسكر للجيش الروسي في جمهورية انغوشيا المجاورة، ما اسفر عن سقوط 38 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى في صفوف الجيش الروسي، حسب مصادر الرئاسة الشيشانية التي اشارت الى معارك عنيفة شرق الشيشان، خصوصا في محيط غودرميس قرب الحدود مع داغستان حيث قتل 43 جنديا روسيا. كما دمرت عربات عسكرية عدة ودبابتان ومروحية تابعة للجيش الروسي. واستمر تبادل القصف المدفعي طيلة نهار امس حول باموت وغودرميس وتولستوي يورت شمال غروزني .