سجلت أمس أول حادثة استسلام للمقاتلين الشيشان منذ بدء معركة غروزني. وقدر قائد القوات الروسية في القوقاز عدد المقاتلين الذين يواجهون قواته ب25 ألف عنصر. ونشرت في موسكو رواية خطيرة عن ملابسات قتل الجنرال ميخائيل مالوفييف برصاص جنود روس تصدى لهم فيما كانوا ينهبون المنازل في إحدى القرى. وفي نبأ عاجل ذكرت اذاعة "صدى موسكو" الروسية ان 54 مقاتلاً سيشانياً ألقوا أسلحتهم وسلموا أنفسهم في القطاع الذي تحتله ميليشيات بسلان غانتميروف المتعاونة مع موسكو، وان بينهم عدد من الجرحى. وأضافت الاذاعة انه تم اسعاف الجرحى، فيما ارسل الباقون إلى "مديرية الداخلية" في بلدة اوروس مارتان. وكانت مصادر صحافية روسية تتوقع استسلام عدد أكبر من المقاتلين. ونفى الناطق باسم القوات الفيديرالية في القوقاز أمس ان تكون "قيادتنا تتفاوض مع قادة ميدانيين لفتح ممرات لانسحاب فصائلهم من غروزني". وجدد المكتب الصحافي للرئيس أصلان مسخادوف نفيه أنباء تحدثت عن نية بعض القادة الخروج من القتال والانتقال إلى أوروس مارتان الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية. ونفى ناطق باسم المقاتلين الشيشانيين الانباء الروسية، وقال سليم عبدالمسلوف، رئيس المكتب الصحافي، إن مسخادوف أصدر أوامره إلى المقاتلين بعدم اخلاء مواقعهم ومواصلة القتال حتى 23 شباط فبراير المقبل الذي يصادف الذكرى السنوية لعملية ترحيل الشيشانيين إلى سيبريا وآسيا الوسطى عام 1944. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان القوات الروسية تقدمت في وسط غروزني مسافة 200 متر. وخلافاً للمعلومات التي قدمها فاليري مانيلوف، النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة، قدر فيها عدد المقاتلين الشيشان ب11 ألف عنصر، وهو رقم يفوق كثيراً الأرقام الروسية السابقة، قال فيكتور كازانتسيف، قائد القوات الفيديرالية في شمال القوقاز، في حديث إلى وفد اتحاد كتّاب روسيا أمس إن تعداد "العصابات" الشيشانية يصل إلى 25 ألف شخص عند بدء العمليات العسكرية قبل أربعة أشهر. وعلى صعيد آخر، أوردت صحيفة "سوفياتسكايا روسيا" روسيا السوفياتية اليسارية معلومات خطيرة عن ملابسات مصرع الجنرال الروس ميخائيل مالوفييف في غروزني قبل أسبوعين. وذكرت في عددها الصادر أمس ان الجنرال قاد هجوماً مرتجلاً في منطقة "محايدة" لا يسيطر عليها أي من الجانبين، وفوجئ بوجود مجموعة من جنود وزارة الداخلية الروسية الذين دخلوا المنطقة من دون أوامر لنهب المنازل المهجورة، وما لبثوا ان بادروا باطلاق النار على الجنرال مالوفييف ومرافقيه وتدخل المقاتلون الشيشان في الاشتباك فأمطروا الجميع بنيران أسلحتهم. وتابعت الصحيفة ان المحققين الروس لايستبعدون أن يكون مالوفييف قتل برصاص روسي، لذلك صودرت اسلحة العناصر التي تواجدت في الموقع ويجري فحصها ومقارنتها مع الرصاصات التي استخرجت من جثة الجنرال. وأضافت الصحيفة ان قائد قوات الأمن الداخلي اقيل من منصبه بسبب محاولته عرقلة التحقيق. وفي حال تثبيت مسؤولية عناصر وزارة الداخلية الروسية عن قتل مالوفييف قد يطاول العقاب فلاديمير روشايلو وزير الداخلية المحسوب على رجل الأعمال البليونير بوريس بيريزفسكي. من جهة أخرى، رأس اليكسي الثاني، بطريرك موسكو وسائر روسيا، الصلاة على أرواح العسكريين الروس الذين قتلوا في الشيشان بحضور الرئيس فلاديمير بوتين الذي حضر الجمعة الماضي تشييع الجنرال مالوفييف في سانت بطرسبورغ. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في ختام زيارته لموسكو، انه "بات يتفهم أبعاد المشكلة الشيشانية وموقف روسيا منها بشكل أفضل بعد اتصالاته في العاصمة الروسية"، وأضاف انه "لا يحق لأحد أن يساند الارهابيين".