لم تتعامل وسائل الاعلام الاميركية مع تسريب خبر توقيف جورج بوش قبل 24 عاماً وهو يقود سيارته مخموراً، على انه "فضيحة". لكن الخبر احتل صفحاتها الأولى، وبذلك أدى هدفه. اذ هزّ حملة المرشح الجمهوري بعدما تزايدت ثقة معسكره بأن الحملة تسير في الاتجاه السليم. ويخشى الجمهوريون ان تنزلق اللحظات الأخيرة من المعركة الانتخابية الى الدفاع عن مرشحهم في مسألة كهذه، بدل التركيز على الرسالة النهائية التي يريد ان يطبعها في أذهان الناس لحضهم على الاقتراع له. في غضون ذلك، شدد المرشح الديموقراطي آل غور من انتقاداته ل"عدم أهلية" بوش للرئاسة مستغلاً بعض زلات اللسان البوشية، ومنها مثلاً قوله ان الضمان الاجتماعي لا يخضع للحكومة الفيديرالية مع انه مشروع فيديرالي أساساً. كذلك شن المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزف ليبرمان حملة استهدف فيها عدم خبرة بوش في ادارة شؤون السياسة الخارجية لافتقاره الخبرة التي يتمتع بها آل غور. ووصف ليبرمان بوش بأنه "منغلق ساذج يميل الى تجاهل مشاكل العالم". الأخبار الجيدة لبوش جاءت من الرجل الذي اعتقد البعض انه السبب الذي أدى الى خسارة جورج بوش الأب عام 1992. إذ أعلن المرشح الرئاسي السابق عن حزب الاصلاح البليونير روس بيرو تأييده لجورج بوش في الانتخابات، وأشاد بسجله كحاكم لولاية تكساس. ولم تظهر بعد انعكاسات التسريبة الأخيرة على خطوط بوش في استطلاعات الرأي. فهذه اظهرت امس تعادلاً احصائياً بين المرشحين، كما في استطلاع "فوكس نيوز" الذي اعطى كلاً منهما 43 في المئة من الاصوات. اما استطلاع "واشنطن بوست" فأظهر بوش متقدماً ب48 في المئة مقابل 43 في المئة لغور. وفي قراءة لخريطة مندوبي الولايات التمثيلية، مبنية على استطلاعات محلية، حافظ بوش على تقدمه خصوصاً بعدما تبين ان ولاية نيوهامشير مالت اليه، ما يعطيه 213 مندوباً مقابل 182 لغور، ويبقى التنافس على 143 مندوباً يمثلون 12 ولاية. وللفوز بالرئاسة يحتاج المرشح الى 270 مندوباً. وهذا يعني ان على غور ان يفوز بولايتين من أصل ثلاث تتمتع بعدد كبير من المندوبين، وهي فلوريدا وميتشيغان وبنسلفانيا.