تبادل المرشحان الجمهوري والديموقراطي للرئاسة الاميركية المواقع قبل الدخول الى المناظرة التلفزيونية الثانية، إذ اصبح الجمهوري جورج بوش متقدماً في الاستطلاعات على خصمه الديموقراطي نائب الرئيس آل غور الذي لا يزال مديرو حملته الانتخابية يحاولون معرفة الخطأ الذي ارتكبه وأدى الى تراجعه. فقبل موعد المناظرة الاولى، الاسبوع الماضي، استطاع آل غور ان يبتعد عن بوش في الاستطلاعات خارج هامش الخطأ، ولفترة ثابتة، ما بعث الثقة في صفوف حملة غور. إلا ان نتائج الاستطلاعات الاخيرة بينت ان بوش استعاد المبادرة ليدخل المناظرة ليل امس الثلثاء اكثر ارتياحاً نتيجة تلقي الناس بإيجابية لشخصيته وتعزيز القناعة لدى الناخبين بأنه اجدر بالثقة من غور. وعلى رغم ان معظم الاستطلاعات اظهر غور فائزاً في المناظرة الاولى بالنقاط نتيجة لمعرفته بالأرقام وبتفاصيل الملفات، إلا ان شعوراً سلبياً تولد لدى الناخبين المترددين الذين لم يحسموا رأيهم بأن غور مستعد لفعل أي شيء للفوز بالانتخابات بينما برز بوش كأنه أكثر صدقاً وقرباً الى قلوب الناس. وساهم في بلورة هذا الشعور حيال غور شعور الاخير بثقة متزايدة الى حد الغرور الذي بدا عليه في المناظرة الاولى. وليس معروف الاسلوب الذي سيتبعه غور لتعديل هذا الانطباع بعدما تبين ان الفوز بالنقاط في المناظرة لا يكسبه الانتخابات، لأن شخصية الرئيس وقدرته على اجتذاب الناس مهمة جداً وهما ليسا من نقاط القوة عند غور. ويزيد من حرج موقفه في المناظرة الثانية تدهور الوضع في الشرق الاوسط، إذ يحرمه من التباهي بانجازات ادارة الحالية لا يزال جزءاً منها. لكن منافسه لن يثير الموضوع خصوصاً أنه أيد سابقاً جهود كلينتون لايجاد تسوية في المنطقة، كما ايدت الناطقة باسم حملته قرار الادارة عدم التصويت الى جانب قرار مجلس الامن وايضاً عدم استخدام "الفيتو". وكان متوقعاً ان يعمد غور الى مهاجمة سجل بوش وادائه كحاكم لولاية تكساس في مواضيع الرعاية الصحية والبيئة ومساعدة الاطفال الفقراء. اما بوش فسيركز حسب توقعات عدد من مساعديه على صدقية غور وامعانه في سرد روايات وارقام مبالغ فيها أو مختلقة في بعض الاحيان. وقد يصلح اطلاق معادلة "صدقية غور" مقابل "خبرة بوش" كعنوان للمناظرة الثانية التي تجري في جامعة وايك فوريست في ولاية نورث كارولينا. ويأمل الطرفان بأن تحظى المناظرة بنسبة عالية من المشاهدين بعدما سجلت الاولى نسبة اقل بكثير من التوقعات. وكان المحللون فسروا ذلك بتزامن المنناظرة مع الالعاب الاولمبية وعدم وجود مرشح يستحوذ على اهتمام الناس للمتابعة.