لا يزال عدد كبير من الجمهوريين والمراقبين يعتقدون ان مرشح حزب الاصلاح عام 1992 البليونير روس بيرو قد لعب دوراً اساسياً في خسارة الرئيس جورج بوش الانتخابات امام كلينتون، خصوصاً ان نسب الاصوات التي حصل عليها بيرو في تلك الانتخابات كانت بمثابة الفارق بين كلينتون وبوش في الولايات التي فاز فيها كلينتون. وفي انتخابات سنة 2000 يخشى الديموقراطيون ان يكون لمرشح حزب الخضر رالف نادر، اللبناني الأصل، التأثير نفسه في حظوظ المرشح الديموقراطي آل غور. فهو يغرف من القاعدة الانتخابية للديموقراطيين ويجتذب الشباب المتحمس لأمور حماية البيئة ودفاعه عن حقوق العمال ومهاجمته مساوئ العولمة. وهذه كلها اطروحات تتبناها الأوساط الليبرالية التي تصوت عادة الى جانب الديموقراطيين. ومع ان الاعتقاد السائد هو ان إصرار نادر على الاستمرار في المعركة قد يؤثر سلباً في حظوظ غور، فقد أعلن في مقابلة تلفزيونية انه سيستمر في خوض المعركة الرئاسية ولو أدى ذلك إلى فوز الجمهوري جورج دبليو بوش. واضاف نادر "ان على الناس ان يحكموا ضمائرهم" وان هناك فرصة لبناء حزب ثالث سياسي "وتقدمي". وما يقلق الديموقراطيين ان نادر لا يزال حتى هذه المرحلة من الانتخابات يحصل على ما يقارب 5 في المئة من الاصوات في الولايات الأساسية والمتأرجحة، خصوصاً في ولايات مينيسوتا واوريغون وواشنطن وكاليفورنيا. وقد زاد عطف الناخبين على نادر حين منع من المشاركة في المناظرات التلفزيونية بعدما اشترطت اللجنة المنظمة حصول المرشح على 15 في المئة على الأقل من الاصوات في استطلاعات الرأي العام ليسمح له بالمشاركة. وهاجم نادر سجل غور في حماية البيئة وهو من المواضيع التي يعتقد الديموقراطيون ان لمرشحهم أفضلية فيه على الجمهوريين. وبدأ الديموقراطيون حملة في أوساط نقابات العمال والجمعيات الليبرالية لاقناع الناخبين بأن التصويت لنادر هو بمثابة اضاعة للصوت لأن حظوظه بالفوز معدومة، ولكن استطلاعات الرأي العام اظهرت أن أنصار نادر لا يزالون متحمسين ويريدون المحافظة على نسبة معينة من الاصوات ليضمنوا أموالاً فيديرالية في الانتخابات المقبلة. ورد نادر على حملات الديموقراطيين ضده، فقال في مؤتمر صحافي "ان الناخبين سيحاسبون غور على خيانته المبادئ وكسره الوعود طوال ثماني سنوات". وقد لجأ الحزب الديموقراطي الى بث اعلانات تدعو الناس الى عدم التصويت لنادر لأن ذلك سيؤدي الى فوز بوش، وبالتالي الى تعديل قانون السماح بالإجهاض، وذلك في محاولة لاستمالة أصوات النساء والناشطين من الشباب الى جانب غور. واعترف نادر بأنه يتعرض لضغوط من قادة الحزب الديموقراطي والنقابات العمالية للانسحاب من المعركة، لكنه رفض ذلك لأن الاستمرار في المعركة يعطيه تغطية اعلامية للمبادئ التي يدافع عنها. وقال: "وحده آل غور يستطيع ان يهزم آل غور".