حذرت بلغراد من خطر اندلاع حرب جديدة في البلقان، ما لم تتخذ القوات الدولية في كوسوفو اجراءات لتوفير الاستقرار في الاقليم ووضع حد للهجمات الألبانية على المؤسسات الحكومية في جنوب صربيا. واتهم قطب "الحركة الديموقراطية الصربية" زوران جينجيتش في مؤتمر صحافي عقده في المركز الاعلامي للحركة في بلغراد، المسؤولين الدوليين في كوسوفو بعدم تنفيذ ما هو مطلوب منهم بموجب قرار 1244 لمجلس الأمن "على رغم تعاون السلطات اليوغوسلافية معهم". واعتبر ان ذلك ناجم "إما عن عجزهم الذاتي أو لتواطئهم مع الارهابيين الألبان". وحمّل الوجود الدولي في كوسوفو مسؤولية الهجومين اللذين وقعا أول من أمس على المؤسسات اليوغوسلافية في كل من عاصمة الاقليم مدينة بريشتينا وجنوب صربيا. وقال: "إذا استمر الارهابيون في مخططاتهم من دون رادع، فإن ذلك سيؤدي الى اندلاع حرب جديدة في البلقان، لأن من حقنا الدفاع عن أنفسنا والرد على العنف الذي نتعرض له". وأوضح جينجيتش ان حوالى 400 ألباني من "جيش تحرير كوسوفو" تسللوا من منطقة درينيتسا في الاقليم بأسلحتهم الثقيلة و"شاركوا في الهجوم الارهابي الذي استهدف محطة للشرطة في جنوب صربيا". واعتبر انه لا يمكن قبول أي أعذار حول عدم ملاحظة القوات الدولية تحرّك هذا العدد الكبير من المسلحين ذهاباً وإياباً من الاقليم الى جنوب صربيا. وقال: "أبلغنا قوات كفور بالهجوم حال وقوعه، فحلقت طائراتها العمودية في أجواء المنطقة، ولم تتخذ أي اجراء لاعتقال منفذيه". ومعلوم أن حوالى خمسة آلاف و500 جندي أميركي ينتشرون في المنطقة الشرقية لإقليم كوسوفو، التي تعتبر قطاعاً اميركياً ضمن مجال توزيع الوجود الدولي الى خمس مناطق عسكرية في الاقليم. وجاء تحذير بلغراد، بعدما تعرض مركز للشرطة في منطقة كونتشول جنوب صربيا المحاذية للحدود الشرقية للاقليم الى هجوم مسلح أسفر عن قتل أربعة من رجال الشرطة وجرح 13 آخرين. وتزامن الحادث مع انفجار شديد استهدف منزل رئيس مكتب اللجنة اليوغوسلافية للاتصال مع الوجود الدولي في كوسوفو ستاتيمير فوكيتشيفيتش الواقع وسط بريشتينا بجوار مباني الجامعة وادارة الأممالمتحدة. وأدى الى قتل شخص صربي وجرح ثلاثة آخرين، اضافة الى حصول تدمير واسع في المنزل وإلحاق أضرار بالأبنية المجاورة لمسافة 140 متراً، بحسب ما أفاد الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة جي كارتر. واستنكر مسؤول الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير هذا الانفجار ووصفه بأنه "ليس حادثاً عرضياً". واعتبر أن الطريقة التي نفذت بها العملية تدل على أن القائمين بها "مدربون على مثل هذه الأعمال الارهابية". وتعهد باعتقال "المتطرفين المسؤلوين عن الحادث".