أعلن ممثل الاتحاد الأوروبي في منطقة البلقان كارل بيلت، خطة لاقامة اتحاد بلقاني جديد يتم من خلاله حل غالبية مشكلات المنطقة، فيما أكد رئيس الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير تأييده للمطلب الألباني بعدم عودة القوات العسكرية الصربية واليوغوسلافية الى الاقليم. وأشار ممثل الاتحاد الأوروبي في البلقان كارل بيلت، الى ان الاتحاد البلقاني المقترح، سيتكون من دول يوغوسلافيا السابقة باستثناء سلوفينيا التي لا توجد فيها اقليات عرقية ذات شأن وهي: كرواتيا والبوسنة - الهرسك وصربيا والجبل الأسود ومقدونيا، على ان تحل البانيا محل سلوفينيا في هذا الاتحاد. وأوضح ان روابط الاتحاد ستكون خارجية وفي مجالات محدودة على شكل كومنولث الدول المستقلة للاتحاد السوفياتي السابق. وتتركز في "مجالات التنقل الحر من دون تأشيرة للأشخاص وللبضائع من دون رسوم جمركية، وعلاقات خارجية قوية بينها مع التعاون المشترك في ترسيخ الديموقراطية وحل قضايا الأقليات العرقية والمشكلات الانسانية". وأضاف ان الاتحاد "لن يؤثر على المواقع الدولية أو الاستقلال الداخلي الكامل" لأي من أعضائه. وأكد بيلت ان هذا الاتحاد هو "الحل الأمثل لمشكلة الاقليات العرقية المتداخلة التي تعاني منها كل الدول المقترح دخولها في الاتحاد، كما انه سيسهل انضمام كل دول الاتحاد بصورة جماعية كمنطقة في الاتحاد الأوروبية، ما يعزز تكاملها الاقتصادي". ورأى مراقبون في البلقان، ان فكرة بيلت هذه، تحظى بقبول دول الاتحاد الأوروبي، باعتباره ممثلاً لها في المنطقة. وفي الوقت الذي أعلنت القيادة اليوغوسلافية الجديدة، على لسان الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا، ترحيبها المبدئي بالفكرة، فإن الدول الأخرى آثرت التريث في ابداء رأيها، فيما جاءت المعارضة الوحيدة للفكرة من الحكومة المقدونية التي وصفتها بأنها "يوغوسلافيا جديدة ستعيد أخطاء الماضي". لكن المعارضة المقدونية انتقدت هذا التسرع المعارض، وقال رئيس الحزب الليبرالي المقدوني" ستويان اندوف رئيس البرلمان السابق ان "من الخطأ رفض قضية مهمة من دون مناقشتها ومعرفة خصائصها". ومن جهة اخرى، انضم رئيس الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير، الى ألبان كوسوفو في معارضة عودة القوات العسكرية الصربية واليوغوسلافية الى الاقليم، وقال في تصريح في بريشتينا: "اذا عاد العسكريون الصرب واليوغوسلاف الى كوسوفو، ومهما كان شكل الحكومة في بلغراد، فإن ذلك سيؤدي الى اندلاع حرب جديدة في الاقليم". لكن الزعيم الصربي زوران جينجيتش، الذي كان وعد بعودة عدد من افراد الشرطة والجيش الصربي واليوغوسلافي الى كوسوفو قبل نهاية العام الجاري، مضى في الحصول على الدعم الأوروبي لهذه العودة، واجتمع مع الديبلوماسيين الأوروبيين المعتمدين في بلغراد، وطلب مساندة دولهم لتطبيق ما جاء في قرار مجلس الأمن 1244 في هذا الشأن "لتوفير الحماية اللازمة لصرب الاقليم الذين يتعرضون لاعتداءات الألبان، وتسهيل عودة الذين أرغموا على النزوح عن ديارهم في الاقليم". وعلى صعيد آخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون في العاصمة البلغارية صوفيا أمس، ان الحلف "يرغب في التعاون مع بلغراد حول كوسوفو ومشكلة مجرمي الحرب". وقال: "اننا ننتظر بفارغ الصبر ان تطبق الحكومة الجديدة في بلغراد سياسة لتعزيز الديموقراطية والتعاون مع المجتمع الدولي". وأضاف: "ننتظر بفارغ الصبر الوقت الذي سنتمكن فيه من البحث مع الحكومة الجديدة في امكان اقامة تعاون وثيق حول البوسنة وكوسوفو". وقال روبرتسون: "اننا ننتظر اليوم الذي تتمكن يوغوسلافيا من استعادة مكانها الى جانب جيرانها ضمن المجموعة الأوروبية والأطلسية". والى ذلك، أعلن كوشتونيتسا، ان قضية تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة جرائم الحرب "ليست من الأولويات، وأن قراراً من هذا النوع قد يعرض ديموقراطية ناشئة للحظر". وأشار مكتب الرئيس اليوغوسلافي الى ان كوشتونيتسا سيتوجه اليوم السبت الى بياريتز في فرنسا في اليوم الثاني من أعمال قمة الاتحاد الأوروبي هناك، بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد للمشاركة في هذه القمة، وانه سيعود مساء اليوم الى بلغراد.