طلبت بعثة الأممالمتحدة في كوسوفو من سلطات بلغراد اخلاء سبيل ثلاثة من موظفيها المحتجزين في صربيا، فيما دعا المكتب الاميركي في الاقليم رعاياه من العسكريين والمدنيين الى اتخاذ الحذر الشديد اثناء تحركاتهم خوفاً من تعرضهم لاعتداءات. وبحث المجلس الانتقالي في الاقليم برئاسة مسؤول الادارة المدنية الدولية برنار كوشنير امس الأربعاء حادث الانفجار الذي وقع في سوق شعبية في ضاحية كوسوفو بوليي جنوب غربي بريشتينا، أول من أمس، وأعلن ناطق باسم بعثة الأممالمتحدة ان اعضاء المجلس بكافة اعراقهم "نددوا بالهجوم المسلح على السوق الشعبية وناشدوا كل المواطنين في الاقليم تجنب اعمال العنف وإقامة مجتمع متعدد القوميات". وأضاف انه "تقرر الايعاز الى الشرطة الدولية بتعزيز اجراءاتها الأمنية في الأماكن العامة". وأضاف ان كوشنير يبذل مساعي حثيثة مع الاطراف الدولية والمحلية "من اجل احتواء الحادث ووقف العنف". وقاطع العضوان الصربيان الاجتماع التزاماً بقرارهما الانسحاب من المجلس احتجاجاً على تشكيل فيلق حماية كوسوفو "الا بعد الغاء هذا الفيلق الألباني وهو امتداد لجيش التحرير". وأعلنت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة دانييلا روزغانوفا أمس ان حصيلة الانفجار "قتيلان و47 جريحاً، اصابات 9 منهم خطيرة". وأضافت ان كوشنير "تفقد الجرحى في المستشفى". ووصف تلفزيون بلغراد تصريحات المسؤولين الدوليين في كوسوفو بالنفاق، وانتقد استخدام قوات حفظ السلام الطائرات العمودية والدبابات والمصفحات في فتح الطريق الرئيسية المارة ببلدة كوسوفو بوليي بعدما اغلقها الصرب احتجاجاً على جريمة السوق الشعبية "في حين ان هذه الآليات العسكرية لا تتوجه نحو منطقة اوراخوفاتس جنوب الاقليم التي اغلق الارهابيون الألبان طرقها منذ نحو شهر ومنعوا الجنود الروس من دخول المنطقة". واتهم وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش الأممالمتحدة بانتهاك قرارها حول كوسوفو "لأنها منحت جيش التحرير وضعاً خاصاً وطرحت عملة نقدية جديدة اجنبية المارك الألماني للتعامل في الاقليم الذي هو ضمن الأراضي الصربية واليوغوسلافية بقرار من مجلس الأمن". وقال الوزير اليوغوسلافي في كلمة القاها في الأممالمتحدة ان مسؤول الادارة المدنية برنار كوشنير "انتهك بشكل خطير قرار مجلس الأمن بانشاء هذا الفيلق الذي هو مجرد تحويل صفة جيش التحرير وتبديل اسمه". وأشار الى ان بلغراد تطالب حلف شمال الاطلسي والدول التي شاركت في حملته ضد يوغوسلافيا "بتعويضات بسبب ما الحقه القصف العدواني من تدمير وأضرار في مختلف المؤسسات والمنشآت اليوغوسلافية". من جهة اخرى، اعلنت الادارة المدنية الدولية في كوسوفو ان سلطات صربيا تحتجز شخصين من العاملين لديها احدهما استرالي والآخر برتغالي اضافة الى مترجم صربي كان يرافقهما، وطالبت بالافراج عنهم "فوراً لعدم وجود سبب يدعو الى الاعتقاد بأن الرجال الثلاثة ضلوا طريقهم ودخلوا الأراضي الصربية من شمال كوسوفو حيث كانوا يعملون ويبدو انهم اجبروا على التوجه اليها". وأضافت الادارة ان "هذه هي المرة الثالثة التي تحتجز فيها السلطات اليوغوسلافية عاملين في المنظمة الدولية في كوسوفو". وعلى صعيد آخر، طلب مكتب الولاياتالمتحدة في بريشتينا من الاميركيين، العسكريين والمدنيين، الموجودين في كوسوفو توخي الحذر الشديد في تحركاتهم خشية تعرضهم لأعمال ارهابية "بعدما تسلم المكتب تهديدات من اشخاص مجهولين".