نفت الولاياتالمتحدة حصول أي تغيير في سياستها الرافضة استقلال كوسوفو عن الاتحاد اليوغوسلافي، وأكد حلف شمال الأطلسي على ضرورة تخلي الألبان عن هدف انفصال الاقليم. وعارضت بلغراد قرار مسؤول الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير اجراء تعداد سكاني عام في الاقليم، ووصفته بأنه "احصاء الإبادة الجماعية" ولا يمكن أن يكون مقبولاً "في وقت يواصل الانفصاليون الألبان مخططاتهم في التطهير السريع ضد الصرب والأعراق الأخرى". واعتبر بيان وزعته وكالة أنباء "تاينوغ" اليوغوسلافية الرسمية أمس أن كوشنير "ينفذ مطالب الارهابي الألباني المعروف هاشم ثاتشي الذي تمكن في 3 أشهر من ارغام حوالى 300 ألف صربي وغجري على مغادرة ديارهم في كوسوفو وبقاء الحدود مفتوحة مع البانيا ومقدونيا، ما أدى إلى تسلل أكثر من 200 ألف من ألبان الدولتين إلى الاقليم، بتواطؤ مع الحلف الأطلسي خلافاً لقرار مجلس الأمن 1244". وأكد البيان أن الحكومة اليوغوسلافية "لن تعترف بنتائج أي احصاء للسكان في أجواء التغيير الديموغرافي الراهن". وأعلن زعيم صرب كوسوفو مومتشيلو ترايكوفيتش أنه سيتم تشكيل وحدات خاصة "لحماية الصرب" على غرار فيلق "حماية كوسوفو الألباني". وأوضح في تصريح له في كوسوفو انه "لن يعدل عن قراره بمقاطعة المجلس الانتقالي الذي يرأسه كوشنير ولن يتخلى عن تشكيل وحدات حماية الصرب، إلا إذا ألغى المسؤولون الدوليون العسكريون والمدنيون قرارهم استحداث فيلق حماية كوسوفو الألباني". ومن جهة أخرى، اعتقل الجنود الهولنديون العاملون في قوة حفظ السلام الدولية أربعة من صرب مدينة اوراخوفاتس في جنوب كوسوفو "للاشتباه بارتكابهم جرائم حرب". وذكر ناطق باسم قوة حفظ السلام ان عملية الاعتقال "تمت عند حاجز للتفتيش بمساعدة الشرطة المدنية التابعة للأمم المتحدة". وأشار الناطق إلى قتل صربي وإصابة أربعة اخرين بجروح أمس في كوسوفو. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن عدم صحة التكهنات في شأن حدوث تغيير في سياسة واشنطن الرافضة استقلال اقليم كوسوفو، ووصف ما تداولته وسائل الإعلام بأنه "خاطئ وغير صحيح". وأوضح ان الدعم الأميركي لإقامة هياكل إدارية وقانونية خاصة في كوسوفو "يهدف إلى إعادة مواطني هذا الاقليم إلى حياتهم الطبيعية في ظل ديموقراطية حكم ذاتي واقتصادي ناجح". وجاء هذا التصريح رداً على تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أشارت فيه إلى أن الإدارة الأميركية أصبحت ترى في انفصال كوسوفو عن يوغوسلافيا "أمراً حتمياً". وأثار تقرير الصحيفة اعتراضاً فرنسياً، إذ أكدت وزارة الخارجية الفرنسية معارضة باريس القوية استقلال كوسوفو وتغيير الحدود الراهنة في منطقة البلقان. وأفاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا انه "يتعين على ألبان كوسوفو التخلي عن هدفهم الاستقلالي". وأوضح أنه إذا سمح المجتمع الدولي بتغيير حدود جنوب صربيا "فسيكون من الصعب جداً منع تجزئة مناطق أخرى في البلقان". ومن ناحية أخرى، دعت الولاياتالمتحدة الدول الأوروبية إلى تحمل تكاليف إعادة بناء البلقان بعدما دفعت واشنطن "الجزء الأكبر من تكاليف عملية الحلف الأطلسي العسكرية ضد صربيا". وقال نائب وزير الخزانة الأميركية ستيوارت ازنيستاغ "إن الأمر متروك الآن لأوروبا كي تأخذ زمام المبادرة المالية في إعادة بناء البلقان". وأضاف انه على الرغم من أهمية مساعدة دول البلقان على الانتعاش، فإنه من المهم أيضاً أن يواصل زعماؤها السياسيون "الاصلاحات لإقامة أنظمة حكومية تتمتع بالوضوح والصدقية". وأوضح أنه من بين سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة "إقامة حكومة ديموقراطية في صربيا".