عاد كابوس العنف ليقلق الجزائريين مجدداً، وأفادت مصادر أن 18 شخصاً قتلوا في اعتداءين نفذتهما جماعات مسلحة على قرويين في تيبازة والشلف. ووقعت المجزرة الأولى في "حوش الصابون"، وهي منطقة زراعية في بوسماعيل الساحلية ولاية تيبازة، 40 كلم غرب العاصمة. إذ دهمت مجموعة مسلحة المنطقة ليل الإثنين - الثلثاء وقتلت أحد المواطنين على الطريق، ثم انتقلت الى منزل إحدى العائلات الفقيرة وقضت على غالبية أفرادها. وانهت المجموعة الاعتداء بقتل أحد حراس الحقول. وذكرت مصادر إعلامية ان بين الضحايا عجوزاً 70 سنة انهال عليها أحد عناصر المجموعة بساطور على الصدر وتركها تلفظ أنفاسها وسط بركة من الدماء. وكتبت صحيفة "الخبر" أن عناصر المجموعة المسلحة ارتدوا الزي العسكري، وهاجموا إحدى العائلات من دون أن يحرك الجيران ساكناً بسبب حال الذعر الشديد التي إنتابتهم حين سمعوا صراخ أفراد العائلة وهم يُقتلون واحداً تلو الآخر بأدوات زراعية وبالرصاص. ومنذ سنوات تشهد بوسماعيل، وهي مدينة سياحية جميلة، اعتداءات مسلحة تنسب عادة الى "أمير الجماعة" في المنطقة المدعو سليم بوشرور، الذي تردد أنه قتل في السابق 17 من أقاربه ليؤكد التزامه أوامر التنظيم. وفي ولاية الشلف 210 كلم غرب الجزائر، اغتال مسلحون ثمانية رعاة ليل الثلثاء، وجرحوا فتاة وخطفوا أخرى. وقالت مصادر إعلامية أن الاعتداء نفذ عندما صادفت مجموعة مسلحة الضحايا الذين كانوا يجمعون مواشيهم في أحد الحقول. وتشهد ولاية الشلف باستمرار إعتداءات، خصوصاً في المناطق المحاذية للمرتفعات الجبلية، وتُنسب هذه الهجمات الى تنظيمات قريبة من قيادة عنتر الزوابري ومن تنظيم "حماة الدعوة السلفية" التي يقودها المدعو "سليم الأفغاني". وجاءت هذه العمليات لتعزز مخاوف من أن تستغل الجماعات المسلحة حلول شهر رمضان، الأسبوع المقبل، لتصعيد هجماتها.