قُتل 19 مواطناً ليل الإثنين - الثلثاء في مجزرة مروّعة هزت دوار "جا بويحيى" في بلدية أولاد فارس التابعة لولاية الشلف 230 كلم غرب الجزائر. ويُعتبر هذا العمل الإرهابي الأكثر وحشية منذ الإستفتاء على قانون الوئام المدني في 16 ايلول سبتمبر الماضي. وأفاد بيان أمني، بعد ظهر أمس، أن 19 شخصاً اغتيلوا "في شكل مشين" ليلة 15 - 16 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في منطقة اولاد جيلالي/ ابن يحيى في ولاية الشلف. وأضاف أن قوات الامن شنت فور إبلاغها بالجريمة، عملية بحث عن مرتكبي هذا "العمل الشنيع". وأفادت مصادر متطابقة من مكان المذبحة ان مجموعات مسلحة هاجمت ثلاث عائلات فقيرة تقطن هذا الحي النائي ثم باشرت "من دون تردد" في قطع رؤوس الضحايا بأدوات الفلاحة التقليدية. ولم يتمكن من حاول النجاة من المهاجمين من النجاة. إذ لاحقتهم عناصر الجماعة بطلقات نارية لم يسلم منها إلا شخص واحد موجود تحت العناية المركزة في مستشفى الولاية. وقال بعض المصادر ان بين الضحايا 13 طفلاً أقل من 15 عاماً وأمرأتين وأربعة رجال، وان سكان الحي كانوا نزحوا منه إثر مذبحة تاجنة الشلف قبل نحو سنة ونصف السنة لكنهم عادوا اليه قبل شهرين فقط إثر عودة الهدوء الى المنطقة. وتابع المصدر نفسه ان المهاجمين، وعددهم بين 8 و10 أشخاص، ينتمون الى إحدى كتائب "الجماعة الإسلامية المسلحة" وينشطون في منطقة وادي الرمان. ويعزو بعض الأوساط الأمنية عودة المجازر، خصوصاً في غرب الجزائر، إلى رغبة المجموعات المسلحة في إسترجاع زمام المبادرة أمنياً بعد أشهر من الهدوء الذي ميز الوضع. ومن هذا المنطلق، يعتقد بعض الأوساط الأمنية أن الهدف الأساسي من إستئناف "الجماعة المسلحة" هذه المجازر هو الرمي بكل ثقلها على الجبهة العسكرية ومنع أتباعها من الإلتحاق بقانون العفو. إلى ذلك، ذكرت يومية "لوكوتديان دالجيري"، أمس، أن ثمانية أشخاص قتلوا في حي عمروسة في نواحي بوفاريك 30 جنوب غربي الجزائر.