تضاعفت مسؤولية الكرة السعودية بعدما بات منتخبها السفير العربي الوحيد في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأمم الآسيوية الثانية عشرة المقامة في لبنان. وفضلاً عن الحمل الثقيل على كاهلها لجهة الاحتفاظ باللقب، باتت مطالبة بتعزيز الكرة العربية في هذا المحفل الآسيوي المهم، خصوصاً ان المركزين الأولين في النسخة الأخيرة من البطولة التي اقيمت عام 1996 في الإمارات، كانا من نصيب السعودية والامارات. ويدخل المنتخب السعودي بمعنويات مرتفعة، لأسباب في مقدمها فوزه الكبير على خصمه التقليدي الكويت، ثم التأكيد على تجاوز ازمته التي طفت على السطح مع بداية المنافسات الآسيوية بعد خسارته القاسية امام اليابان 1-4 في الدور الاول، وتسببت في إقالة المدرب التشيخي ميلان ماتشالا. وبدأت اوضاع "الاخضر" بالتحسن منذ تولى المدرب السعودي ناصر الجوهر المهمة، خلفاً للمدرب "المخلوع"، فتعادل مع قطر وفاز على اوزبكستان، وتأهل للدور ربع النهائي حيث تخلص من الكويت. ومهمة السعوديين اليوم لن تكون سهلة، وحساباتهم مختلفة تماماً عن كل ما سبق. فالخصم عنيد وقادر ويتميز بحسن الانتشار والاستحواذ على الكرة اطول فترة ممكنة. ويعتمد الجوهر على كوكبة من ابرز النجوم الذين تألقوا في البطولة الحالية وفي مقدمهم الحارس المتألق دائماً محمد الدعيع وسامي الجابر ونواف التمياط ومحمد الشلهوب وعبيد الدوسري وطلال المشعل. في المقابل، يمتاز المنتخب الكوري بالسرعة وحسن الانتشار، ولم تعد لديه عقدة الالعاب العالية اذ اصبح يجيدها ويركز على الكرات العرضية المباغتة لارباك دفاع الخصم. وفي المباراة الثانية من الدور ذاته، تلتقي اليابان مع الصين في مواجهة شرق-آسيوية خالصة. واثبت المنتخبان في هذه البطولة مقدرتهما، واكدا انهما يستحقان ان يكونا في طليعة المنتخبات الآسيوية. الطوفان الياباني اجتاح كل من واجهه، باستثناء قطر التي صمدت امامه وتعادلت معه 1-1 عندما قابلها بتشكيلة جل لاعبيها من البدلاء، والاكيد انه سيسير نحو هدفه المعلن وهو احراز الكأس لا غيرها، بثبات. وتقف الترشيحات في صف اليابانيين ليس فقط قدرتهم على اقصاء الصينيين وانما ايضاً لجهة العودة الى طوكيو باللقب. ولكن من دون ان يعني ذلك ان الصينيين سيكونون مكسر عصا او سينحنون امام المارد الياباني بسهولة، ف"التنين" حضر الى لبنان في صورة مغايرة تماماً.