شهدت مباراة السعودية وقطر ضمن المجموعة الثالثة اختراقاً عربياً للمدربين الاجانب الذين يحتكرون تدريب المنتخبات العربية المشاركة في النهائيات، تمثلت بالسعودي ناصر الجوهر الذي تسلم مهمة تدريب منتخب بلاده. واشرف الجوهر على "الاخضر"، حامل اللقب، في مباراته مع قطر بعد ان اقال الاتحاد السعودي المدرب التشيخي ميلان ماتشالا عقب الخسارة الثقيلة في مباراته الاولى امام اليابان 1-4. وبات الجوهر ايضاً، خامس مدرب في البطولة يقود منتخب بلاده بعد الايراني جلال طالبي والكوري الجنوبي تشونغ هاي يونغ والاندونيسي ناندوا ستندران والاوزبكستاني محمود راخيموف. وعلى رغم وجود خمسة منتخبات عربية في البطولة، فإن المدربين العرب غابوا عن القيادة الفنية لمنتخباتهم في بداية البطولة، ما يضع اكثر من علامة استفهام حول مستوى المدربين العرب وقدرتهم على قيادة منتخباتهم في المحافل الدولية العالمية ومقارعة المدربين الاجانب بأفكار فنية وخطط تكتيكية مناسبة حسب مجريات كل مباراة. لكن بعض المباريات اظهرت حتى الان، ان الخبرة الدولية لبعض المدربين والنهج الذي يسيرون عليه لا يحتويان عناصر التفوق عن بعض المدربين العرب الذين اثبتوا جدارتهم في اكثر من مناسبة. وكان الجوهر مساعداً لماتشالا، وأولاه المسؤولون في الاتحاد السعودي الثقة لاكمال المهمة مع الاخضر، ليسجل اسمه مدرباً عربياً وحيداً حتى الان في نهائيات كأس آسيا 2000 في لبنان. وتشهد البطولة تجاذبات فنية مختلفة بين اكثر من مدرسة كروية واكثر من فكر تكتيكي، لان الاسماء التي تشرف على المنتخبات لامعة وبعضها قاد منتخبات اكثر اهمية في بطولات اكثر شهرة ايضا ككأس العالم، ولكن استقدام مدرب اجنبي ليس ظاهرة عربية فقط بل ان منتخبات آسيوية اخرى لها سمعتها تعاقدت مع مدربين عالميين امثال اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش الصين والفرنسي فيليب تروسييه اليابان. على الصعيد العربي، فان المنتخبات الخمسة المشاركة في البطولة تسير بحسب افكار واساليب مدربين مختلفين، لكن يمكن تقسيم المدارس الكروية المتبعة فيها الى اثنتين، التشيخية واليوغوسلافية. مدربان تشيخيان استهلا مهمتهما في البطولة، احدهما ماتشالا الذي كان الضحية الاولى، والثاني دوشان يورين مدرب الكويت، والاثنان اشرفا في السابق على تدريب منتخب بلادهما، ويتقارب اسلوبهما الى حد كبير لان المنتخب الكويتي الذي قاده ماتشالا سابقاً، لا يزال يعتمد الاسلوب ذاته نسبياً مع يورين. وتعاقد العراق مع مدرب معروف في المنطقة ايضاً هو اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش الذي اشرف على منتخب بلاده في تصفيات كأس الامم الاوروبية الاخيرة لكنه تركه قبل انطلاق النهائيات لارتباطه مع النصر السعودي حيث قاده في بطولة العالم الاولى للاندية التي اقيمت في البرازيل. ومدرب لبنان هو الكرواتي جوزيب سكوبلار، الذي تعاقد معه الاتحاد اللبناني لفترة عشرة اشهر تنتهي مباشرة بعد البطولة، وقطر اعادت البوسني جمال حاجي العالم تماماً بمستوى اللاعبين القطريين لانه يتنقل منذ فترة طويلة بين العنابي والفرق القطرية. ويبقى مدرب تايلاند وهو بيتر ويذ من انكلترا.