} بدا ان واشنطن وبيونغيانغ نجحتا في طي صفحة سوداء في تاريخ علاقاتهما، اذ اعطى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل اكثر من اشارة الى رغبته في تطبيع العلاقات مع الاميركيين. وتجسد ذلك في اهتمامه الشخصي بتكريم وزيرة الخارجية الاميركية ومبادرته الى فتح الملفات موضع الخلاف، متعهداً وقف التجارب على الصواريخ البعيدة المدى التي كانت تثير مخاوف الغرب وحلفائه، فيما رحبت بكين وموسكو بتطور العلاقات بين البلدين. بيونغيانغ - رويترز، اب - تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بوقف برنامج بلاده لاطلاق الصواريخ البعيدة المدى من طراز "تايبو دونغ". واهدى كيم الابن بذلك نجاحاً مميزاً لاولبرايت في المهمة التي جاءت من اجلها الى بلاده، ما عزز امكانات قيام الرئيس بيل كلينتون بزيارة تاريخية لكوريا الشمالية قبل انتهاء ولايته آخر هذا العام. وعقدت اولبرايت مؤتمراً صحافياً امس، في ختام جولة ثانية من المحادثات مع الزعيم الكوري الشمالي، اكدت خلاله تحقيق "تقدم مهم" في ازالة الخلافات، مشيرة الى ان كثيراً من العمل لا يزال ينتظر الجانبين. واوضحت ان كيم الابن بادر من تلقاء نفسه الى ابداء ملاحظة بشأن اطلاق الصواريخ اثناء عرض شهداه معاً مساء اول من امس. وظهرت خلال العرض صورة لصاروخ تايبو دونغ فقال لي: "ان هذا كان اول اطلاق لقمر اصطناعي وسيكون الاخير". ورأت الوزيرة الاميركية ان "الرئيس كيم كان واضحاً تماماً في ابداء تفهمه للمخاوف الاميركية"، مشيرة الى انها استنتجت بعد ست ساعات من المحادثات معه انه "مستمع جيد يتمتع بقدرة جيدة على اتخاذ القرارات". وفي وقت يستعد مسؤولون من البلدين للخوض في تفاصيل القضايا العالقة بين الجانبين، اعلنت مصادر البيت الابيض ان كلينتون ينتظر عودة اولبرايت للقائها واتخاذ قرار بشأن زيارة كوريا الشمالية، علماً انه ابدى ارتياحه مبدئياً لمحادثاتها مع كيم والتي تطرقت خلالها الى كل القضايا ذات الاهمية وبينها الارهاب وحقوق الانسان وخفض التوتر على الحدود بين الكوريتين. ورحبت الصين وروسيا بزيارة اولبرايت لكوريا الشمالية والتقارب الناجم عنها، فيما يتوقع ان تعترض تحسين العلاقات بين طوكيو وبيونغيانغ مطالبة الاخيرة اليابانيين بدفع تعويضات عن حكمهم الاستعماري لشبه الجزيرة الكورية وتخليهم عن مزاعمهم بشأن اختطافها مواطنين يابانيين. وتثير اولبرايت القضية في اجتماعها اليوم مع وزير الخارجية الياباني الذي تلتقيه ونظيره الكوري الجنوبي في سيول لتقويم نتائج زيارتها لبيونغيانغ والتقدم الناجم عن اول اجتماعات يعقدها كيم مع وزير من الولاياتالمتحدة التي ما زالت كوريا الشمالية نظرياً في حال حرب معها. ولكن المحادثات الايجابية تعد خطوة جديدة في اطار جهود كوريا الشمالية لكسر عزلتها والدخول الى الساحة الدولية.