سيول - أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأ الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون امس، زيارة مفاجئة لبيونغيانغ تستهدف الإفراج عن صحافيتين أميركيتين محتجزتين بتهمة انتهاك حدود كوريا الشمالية. وهذه الزيارة الثانية لرئيس اميركي سابق الى كوريا الشمالية، في محاولة لنزع فتيل أزمة، بعدما زار جيمي كارتر بيونغيانغ عام 1994، والتقى مؤسس النظام كيم ايل سونغ والد الزعيم الحالي كيم جونغ ايل، اثر تصاعد التوتر بسبب البرنامج النووي الكوري الشمالي. والزيارة هي الأولى لشخصية سياسية اميركية بارزة، منذ تلك التي قامت بها في العام 2000 مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية خلال عهد كلينتون، والتي التقت آنذاك كيم جونغ ايل. وكانت تقارير اعلامية افادت بأن ادارة كلينتون ناقشت مطلع تسعينات القرن العشرين، قصف مفاعل يونغبيون النووي في كوريا الشمالية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن كيم كي - غوان نائب رئيس مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) ونائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين النوويين، كان في المطار بين مستقبلي كلينتون، وهو زوج وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال احد اعضاء الوفد الأميركي المرافق لوزيرة الخارجية الأميركية في جولتها الأفريقية، ان «اهتمامنا يتركز على ايجاد نهاية سعيدة لهذه القضية، وتأمين عودة الصحافيتين سالمتين». ونقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصدر قوله ان كلينتون «سيبدأ فور وصوله التفاوض مع كوريا الشمالية، للإفراج عن الصحافيتين». ورأى محللون في سيول ان كلينتون سيلتقي كيم جونغ ايل اثناء زيارته التي قد تنتهي اليوم. وكانت الصحافيتان لورا لينغ ويونا لي اللتان تعملان في قناة «كارنت تي في» التابعة لآل غور نائب كلينتون سابقاً، اعتُقلتا في 17 آذار (مارس) الماضي على الحدود بين كوريا الشمالية والصين. وفي حزيران (يونيو) الماضي، حُكم عليهما بالسجن 12 سنة مع الأشغال الشاقة، بتهمة عبورهما الحدود من دون اذن و «التشهير» بالنظام وارتكاب «جريمة كبرى» لم يوضح القضاة ماهيتها. وأبلغت لورا لينغ شقيقتها ليزا لينغ خلال مكالمة هاتفية، انها تعترف بخرقها القانون الكوري الشمالي. وقالت: «نحن في حاجة إلى مساعدة من حكومتنا. نحن آسفتان من كل ما جرى، ولكننا في حاجة الى وساطة ديبلوماسية». وتأتي زيارة كلينتون على خلفية الأزمة التي اثارتها التجربة النووية التي أجرتها بيونغيانغ في 25 ايار (مايو) الماضي، واتبعتها بإطلاق صواريخ باليستية، في تحد لعقوبات مجلس الأمن الذي شدد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. وردت بيونغيانغ معلنة انسحابها من المفاوضات السداسية حول تفكيك برنامجها للتسلح النووي. وعلى رغم رفض الرئيس الأميركي باراك اوباما ربط مصير الصحافيتين بالملف النووي، توقع محللون ان تستغلهما بيونغيانغ وسيلة ضغط لانتزاع تنازلات من الإدارة الأميركية. وقال كيم يونغ - هيون، وهو استاذ في جامعة دونغوك في سيول: «اعتقد ان الأمر لا يتعلق فقط بالصحافيتين. ستشكل (الزيارة) نقطة تحول في العلاقات الأميركية - الكورية الشمالية». ونقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن إذاعة بيونغيانغ وإذاعة كوريا الشمالية المركزية، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل أقام مأدبة عشاء لكلينتون في مقر ضيوف الدولة، وتسلّم منه رسالة شفهية من الرئيس الاميركي باراك اوباما. واضافت ان كلينتون وكيم أجريا «محادثات صادقة»، جرى خلالها «تبادل مجموعة واسعة من الآراء». لكن البيت الأبيض نفى ان يكون كلينتون حمل رسالة من أوباما الى كيم. وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس: «هذا ليس صحيحاً».