سيول، واشنطن – ا ب، ا ف ب - قام الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بزيارة مفاجئة لبيونغيانغ التقى خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في محاولة لتأمين الإفراج عن صحافيتين أميركيتين محتجزتين في كوريا الشمالية بتهمة التسلل الى الدولة الشيوعية. واثارت الزيارة تكهنات بإعادة تحريك الاتصالات بين الجانبين، فيما دار جدال حول ما إذا كان الرئيس السابق وزوج وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، حمل رسالة الى الزعيم الكوري الشمالي من الرئيس الأميركي باراك اوباما، في ضوء الأزمة بين واشنطن وبيونغيانغ حول برنامجها النووي. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، أن بيل كلينتون نقل رسالة شفوية من اوباما الى كيم خلال مأدبة عشاء أقامها الزعيم الكوري على شرف ضيفه. ووصف الإعلام الرسمي في بيونغيانغ المحادثات بين كلينتون وكيم بأنها كانت «صادقة، تخللها تبادل مجموعة واسعة من الآراء». لكن البيت الأبيض سارع الى نفي ان يكون الرئيس السابق حمل رسالة من اوباما الى زعيم كوريا الشمالية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس ان الزيارة «مهمة شخصية، تهدف حصراً الى تأمين إطلاق سراح الأميركيتين»، رافضاً التعليق عليها. كذلك قال مسؤول رافق وزيرة الخارجية الأميركية في جولتها الإفريقية، ان اهتمام واشنطن «يتركز على إيجاد نهاية سعيدة لهذه القضية، وتأمين عودة الصحافيتين سالمتين». وأوقفت الصحافيتان لورا لينغ ويونا لي في 17 آذار (مارس) الماضي، لدى دخولهما بشكل غير قانوني الى الأراضي الكورية الشمالية من الصين. وحكم عليهما بالسجن 12 سنة مع الأشغال الشاقة. وهذه الزيارة الثانية لرئيس اميركي سابق لكوريا الشمالية، في محاولة لنزع فتيل أزمة، اذ زار جيمي كارتر بيونغيانغ العام 1994، والتقى مؤسس الدولة كيم ايل سونغ والد الزعيم الحالي، إثر تصاعد التوتر بين الجانبين بسبب البرنامج النووي الكوري الشمالي. لكنها الزيارة الأولى لشخصية سياسية أميركية بارزة لبيونغيانغ، منذ تلك التي قامت بها في العام 2000 مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية خلال عهد الرئيس كلينتون، وهي التقت آنذاك كيم جونغ ايل. ونجحت اولبرايت في خفض التوتر بين بيونغيانغ وواشنطن التي شنت مطلع التسعينات من القرن العشرين، حملة على البرنامج النووي الكوري الشمالي، وصلت الى حد مناقشة القيادة الأميركية قصف مفاعل يونغبيون النووي الكوري. وكانت تقارير أفادت أخيراً بأن الولاياتالمتحدة خطّطت لإرسال آل غور نائب الرئيس السابق مبعوثاً خاصاً الى كوريا الشمالية التي رفضت العرض على أمل أن ترسل واشنطن مسؤولاً أرفع مستوى مخوّلا مناقشة القضايا السياسية المعلقة. ورافق بيل كلينتون في زيارته أمس، مسؤولون سابقون في إدارته. وكان من بين مستقبليه في المطار كيم كي - غوان نائب رئيس مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) ونائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين النوويين لكوريا الشمالية.