دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي حركات "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى تعزيز الوحدة في ما بينها، و"استمرار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي من دون الالتفات إلى مواقف الذين يعملون لمصلحة العدو الإسرائيلي". وأمام 110 آلاف من قوات "المتطوعين" ميليشيا البسيج الذين دعوا إلى السماح لهم بالقتال في فلسطين، حض خامنئي القمة العربية، التي تبدأ أعمالها اليوم، على اتخاذ "قرارات تاريخية". لكن المرشد، الذي يتبوأ أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، قال إن "الظروف الحالية لا تسمح بتقديم الدعم العسكري الإيراني للشعب الفلسطيني"، داعياً الإيرانيين إلى تقديم "الدعم المادي لبلسمة جروح الفلسطينيين". وشدد المرشد على ضرورة "محاكمة الصهاينة المتورطين بجرائم الأسابيع الأخيرة في فلسطين، خصوصاً الذين استفزوا المسلمين عبر دخولهم إلى المسجد الأقصى"، في إشارة إلى زعيم ليكود ارييل شارون. ودعا خامنئي إلى اجراء هذه المحاكمة أمام محكمة عربية أو إسلامية. واللافت كان تأكيده على دور "حركة فتح إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي" في "حفظ الوحدة الداخلية ومواصلة المقاومة"، منبهاً إلى أن "محرك الانتفاضة هو آلام الفلسطينيين وليس إيران أو لبنان". وحض قادة الدول العربية على أن يتخذوا في القمة "قرارات تاريخية تبني مجداً للعرب وتطرح أمام العالم مطالب الشعب الفلسطيني، ومنها تنظيف القدس من الوجود الصهيوني بالكامل، ومحاكمة مرتكبي الجرائم الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني، والسماح لهذا الشعب بأن يقرر مصيره ومستقبله". والجديد أيضاً في مواقف خامنئي ما طرحه من آلية لتسوية القضية الفلسطينية، تتمثل في "عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم من كل أنحاء العالم، وعندها يقرر الشعب الفلسطيني، من مسلمين ومسيحيين ويهود، عبر استفتاء عام نظام الحكم في فلسطين، وبعدها يقرر هذا النظام كيفية التعاطي مع الذين جاؤوا إلى فلسطين في العقود الأخيرة". أما العسكر في إيران فيرون ان "مصير فلسطين ستقرره الانتفاضة"، كما قال اللواء رحيم صفوي القائد العام ل"الحرس الثوري"، والذي شدد أمام أكثر من مئة ألف من المتطوعين على أن "الانتفاضة التي انطلقت بدافع ديني وإسلامي، لا تتوقف من خلال إقامة المؤتمرات التي لا جدوى منها، كقمة شرم الشيخ".