أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي مجدداً امس رفض أي خطة تؤدي الى تقسيم فلسطين بشكل دائم، مقترحاً استفتاء الفلسطينيين على ذلك. من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الى لقاء وطني فلسطيني جاد من اجل مراجعة سياسية شاملة، مشددا على ان الخيار الفلسطيني الاول هو المقاومة. جاء ذلك في المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي افتتح امس في طهران بحضور خامنئي وكبار المسؤولين الايرانيين والقادة الفلسطينيين، مثل مشعل والامين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» رمضان شلّح، اضافة الى برلمانيين من 20 بلداً وشخصيات من أكثر من مئة دولة في العالم. وقالت وكالة الانباء الايرانية (إرنا) ان المؤتمر «سيتناول تطورات الاوضاع في المنطقة ومستقبل فلسطين وإنهاء الحصار الصهيوني على قطاع غزة»، كما يهدف إلى تعبئة الامكانات والطاقات المتوافرة في العالم الاسلامي وجميع الدول الحرة في العالم لتوفير الدعم لانتفاضة الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق حقوقه وانهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وتحقيق حق المصير. وقال خامنئي في افتتاح المؤتمر ان «كل خطة تؤدي الى تقسيم فلسطين غير مقبولة»، مضيفاً ان «كل خطة تنص على دولتين (...) لن تكون سوى الموافقة على حكومة صهيونية على ارض فلسطين». ووصف مجدداً اسرائيل بأنها «ورم سرطاني» و«خطر دائم» محدق بالمنطقة. واوضح: «أكيد ان الشعب الفلسطيني كما فعل في غزة سيتمكن من فرض حكومته ... على كل شبر من أرض فلسطين المحررة ... لكن الهدف الاخير هو تحرير كل فلسطين من البحر المتوسط الى البحر الميت». وأضاف: «لا نقترح حرباً كلاسيكية بين الدول الاسلامية (واسرائيل) ولا إلقاء اليهود المهاجرين في البحر ولا تحكيم الاممالمتحدة وغيرها من الهيئات الدولية»، بل «استفتاء الفلسطينيين» الاصليين مهما كان دينهم، باستثناء اليهود الذين هاجروا في الفترة الاخيرة. وقال ان دعم هذه المبادرة هو مسؤولية الدول الاسلامية، منتقداً بعضها الذي أقام علاقات سياسية واقتصادية مع اسرائيل التي وصفها بأنها «رمز الارهاب الحكومي المنظم». وقال خامنئي: «ينبغي على الغرب إما أن يتخلى عن سياسات التجبر والاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتفادي تنفيذ مخططات الاستقواء للنظام الصهيوني، وإلا سيتعرض لضربات أشد في المستقبل القريب». واضاف ان نظام رادار الانذار المبكر لحلف الاطلسي الذي يجري نشره لحماية الحلفاء الغربيين من هجمات من دول مثل إيران لن يكون فاعلاً، مضيفاً: «ما يهدد النظام الصهيوني ليس الصواريخ الايرانية أو المقاومة وهي الذربعة لاقامة الدرع الصاروخية في المنطقة، يكمن التهديد الرئيسي في عزيمة من لم يعودوا يريدون ان تحكمهم اميركا أو اوروبا أو أعوانهما. طبعاً ستقوم صواريخنا بمهمتها في أي وقت نستشعر فيه خطراً من العدو». مشعل من جانبه، قال مشعل في المؤتمر أن المقاومة تبقى الخيار والمشروع الاستراتيجي في كل المراحل حتى تتحرر كل فلسطين ويتم القضاء على «المشروع الصهيوني»، معتبراً ان «الاحتلال والعدوان والقتل والتشريد والاعتقال يدعو إلى المقاومة، والجرائم الإسرائيلية المتتالية منذ ما يزيد عن 60 عاماً تدعو إلى المقاومة، وسقوط الرهان على عملية التسوية والعامل الدولي والتدخل الأميركي يدعو إلى المقاومة». ولفت إلى أن ربيع الأمة اليوم أعاد الاعتبار لقوة الجماهير وقوة الشارع العربي والإسلامي. وعن طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة، شدد مشعل على أن «المطلوب اليوم أن نعمل بجدّ كيف نبني ونقيم الدولة على أرض محررة، فحتى لو أخذنا قرار العضوية، سنجد أن الأرض التي نريد أن نقيم الدولة عليها أرض محتلة مزروعة بالمستوطنات»، معتبراً «ان السؤال المطروح على كل القوى الفلسطينية هو: كيف نحرر الأرض أولاً ثم نقيم الدولة الحقيقية عليها». ودعا الرئيس محمود عباس وحركة «فتح» والسلطة وجميع القوى الفلسطينية والشخصيات المستقلة إلى عقد لقاء وطني جادّ لمراجعة سياسية شاملة وعميقة للمسار السياسي الفلسطيني، وتكثيف الجهود المشتركة من أجل تسريع تنفيذ كل بنود وملفات المصالحة الوطنية، وتسريع إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية للشعب الفلسطيني، وتعزيز نهج الشراكة بين جميع القوى في تحمل المسؤولية». وأكد ضرورة الوصول إلى استراتيجية وطنية من أجل التخلص من الإحتلال الصهويني وإقامة الدولة الحقيقية. بري من جانبه، أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في كلمته امام المؤتمر ان «المقاومة ستبقى تشكل قوة الردع للنيات الاسرائيلية العدوانية، وتمثل حاجة لبنانية لمنع اسرائيل من استغلال النظام العربي وتفكيكه لاستفراد لبنان والمناطق الفلسطينية». وهنأ القيادة الايرانية «على البدء بتشغيل محطة بوشهر لتوليد الطاقة الكهربائية التي نأمل في ان تصل الى أقصى طاقتها في وقت قريب»، وسأل: «ماذا عن حق ايران في التمتع بحقوقها وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية؟ ولماذا تستمر الضغوط والعقوبات عليها؟ وفي المقابل لماذا لا تتم مساءلة اسرائيل، الدولة المسلحة نووياً، بل وتشجيعها الى درجة توقيع اتفاق قبل اقل من اسبوعين مع المنظمة الاوروبية للبحث النووي لتصبح عضواً شريكاً في مختبر الفيزياء النووي الاوروبي (سيرين)؟». وحض على جعل المؤتمر «فرصة لكشف جرائم العدو واستنباط وسائل جديدة للمقاومة والممانعة». ونبّه الى «ان اسرائيل تنتظر ان يستمر الانقسام الفلسطيني وتفكك النظام العربي حتى تصل الى اهدافها». وتساءل: «اين المقاطعة العربية الرسمية لاسرائيل بدلاً من سورية؟ ولماذا تصرف الاموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سورية بدل دعم الشعب الفلسطيني للبقاء في أرضه؟ ولماذا ينصب جهد الاعلام العربي على زيادة التوترات في سورية بدل كشف جرائم الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته ضد شعبنا الفلسطيني؟»، مؤكداً انه «ليس ضد الاصلاحات، ولا بد منها، لكن ذلك يجري بتوافق داخل سورية وليس بتدخلات من الخارج، وانكى واشد غضاضة على النفس ان تكون عربية».