وصف المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية آية الله خامنئي أمس إسرائيل بأنها «ورم سرطانية»، داعياً إلى «تحرير كامل تراب فلسطين». ونقل موقع قناة «إيريب» التلفزيونية الحكومية عن خامنئي قوله خلال المؤتمر الدولي السادس «لدعم الانتفاضة الفلسطينية» في طهران أمس، إن «هذه الغدة السرطانية نمت منذ البداية على مراحل إلى أن تحوّلت إلى البلاء الحالي، وينبغي أن يكون علاجها أيضاً على مراحل، إذ استطاعت انتفاضات عدة ومقاومات متتابعة ومستمرة تحقيق أهداف مرحلية مهمة جداً، وأن تسير إلى أمام مزمجرة نحو تحقيق باقي أهدافها إلى حين تحرير كامل تراب فلسطين». وأحاط الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وأخوه رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني، بالمرشد الأعلى أثناء خطابه. وشارك في المؤتمر ضيوف من 80 بلداً، بينهم رؤساء برلمانات الجزائر ومالي وكوريا الشمالية ولبنان وسورية، إضافة إلى قائد حركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح. وأشار خامنئي إلى أن «أهم مكتسبات المقاومة إيجاد عقبة أساسية أمام المشاريع الصهيونية»، إذ فرضت «حرباً استنزافية على العدو»، ما مكنها من «إفشال الخطة الأصلية للكيان الإسرائيلي وهي السيطرة على كل المنطقة». وأضاف: «لو لم تكن المقاومة شلّت الكيان الإسرائيلي لشهدنا اليوم تطاوله مرة أخرى على أراضي المنطقة، ابتداءً من مصر إلى الأردن والعراق والخليج الفارسي وغير ذلك». وأدلى خامنئي بخطابه في وقت تبنى الرئيس دونالد ترامب موقفاً أكثر تشدداً إزاء طهران، وعيّن في إدارته شخصيات عرفت عنها معاداتها لإيران ومناصرتها إسرائيل. وخلال زيارته واشنطن، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس عن «فرصة لا مثيل لها لأن الكثير من الدول العربية لم يعد يعتبر إسرائيل عدوةً له وإنما حليفاً في مواجهة إيران وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية)». شلّح من جانبه، طالب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» الدكتور رمضان شلح أمس بضرورة توحيد الجبهات في شمال فلسطين وجنوبها في حال أي عدوان إسرائيلي، خصوصاً في ظل التهديد بحرب جديدة على غزة ولبنان. وقال خلال كلمة له في مؤتمر دعم الانتفاضة: «لا يخفى على أحد اليوم أن الوضع الفلسطيني الراهن لا يسرُ صديقاً ولا يغيظ عدواً»، مشيداً بالمقاومة الفلسطينية التي واجهت العدو الصهيوني. وتابع: «لدينا مقاومة مسلحة صمدت أمام ثلاثة حروب، ولم يستطع العدو الصهيوني هزيمتها أو اقتلاعها، ونعمل على تعزيز المقاومة وسلاحها مع إدراكنا بالفرق في ما نملكه نحن وما يملكه عدونا، ونحن قادرون على لجمه». وشدد على أن «الانتفاضة محاصرة ومطاردة ليس من الاحتلال فقط، إنما من البيت الفلسطيني». وأضاف أن ندب السلطة على الاستيطان لا معنى له ولا قيمة، موجهاً سؤاله للسلطة: «كيف سنواجه الاستيطان دولة الرئيس بسلطة تحرس الاحتلال؟». وتابع: «لقد سقط الوهم ووصل خيار التسوية إلى مراحله النهائية، كما سقط برنامج الحد الأدنى لمنظمة التحرير». وتابع: «ما شيء يصلح للرد على الاستيطان سوى سحب برنامج الحد الأدنى لمنظمة التحرير من التداول والعودة إلى برنامج الأقصى الفلسطيني، وهو أن فلسطين، كل فلسطين من النهر إلى البحر، هي دولة إسلامية فلسطينية وملك للشعب الفلسطيني». وزاد: «برنامج الحق الأقصى من الحق الفلسطيني يضع قضية فلسطين في سياقها الطبيعي والتاريخي، وإذا ما أصرت السلطة على البحث عن خيار غير خيار التحالف والتنسيق الأمني المدنس وليس المقدس، فإن هذا الوضع لن يستمر وغير قابل للاستمرار بأي حال»، مشدداً على «وجوب مقاومة الكيان الغاضب بكل أشكال المقاومة وكل السبل الممكنة». وقال: «نعم، مع الوحدة، وهي الطريق نحو التحرير واستعادة الحقوق، لكن لا يمكن ذلك من دون التحرير من تبعات أوسلو، فكلنا يعرف من زرع إسرائيل، ونحن نراهن على قوتنا الذاتية وعلى احتضان أمتنا».