ختم سكوبلار مهمته في لبنان، والتي تنتهي أصلاً في نهاية الجاري في ضوء العقد الموقع مع اتحاد كرة القدم، بالقول "بعد المباراة الثالثة وعلى رغم ان النتيجة لم تسعفنا في التأهل الى الدور ربع النهائي، أنا فخور بالعمل الذي حققته منذ تسلمي مهامي قبل أشهر قليلة. كما أني فخور بهؤلاء اللاعبين". وأضاف سكوبلار "الآن أستطيع الكلام عن المشكلة الأساسية، علماً أن ذلك لم يعد نافعاً، والتي تمثلت في عدم برمجة خوض مباريات دولية مهمة أمام منتخبات قوية وجمهور كبير. لا اسعى الى تبرير الفشل أو الأخطاء التكتيكية التي حصلت والتي اتحمل مسؤوليتها بالكامل، بل توضيح بعض الأمور فقط، واهمها ان الصورة الحقيقية التي حاولت بكل جهدي وخبرتي ان امنحها للمنتخب اللبناني ظهرت جلياً في العرض الجيد والهجومي الذي قدمه أمام منتخبي العراقوتايلاند، ما يجعلني مطمئناً الى انني اديت واجبي في تهيئة جيل واعد من اللاعبين القادرين على قيادة مسيرة كرة القدم اللبنانية في المستقبل. لقد اختلف أسلوب المنتخب في شكل جذري عنه قبل اشهر قليلة. وأشكر بالمناسبة الجمهور الكبير الذي آزر الفريق ولم يبخل بالحضور والتشجيع وهذا مهم أيضاً". ولفت سكوبلار الى أنه بدأ المباريات كلها بالتشكيلة التي اعتبرها الأفضل والاكثر جهوزية وقال: "كرة القدم في لبنان دخلت آفاقاً جديدة، ولا يجب التوقف عند الإخفاق في التأهل الى الدور ربع النهائي واعتباره نهاية العالم". ورداً على الانتقادات التي وجهت اليه حول تركيزه الدائم على اللاعبين المغتربين اعلن سكوبلارأنه عارض منذ البدء فكرة استقدامهم ، على رغم انه بادر شخصياً بالسفر الى البرازيل لاختيار المناسبين منهم بتوجيه من الاتحاد اللبناني لكرة القدم واشرافه الشخصي، متبنياً رؤيته في امتلاك المغتربين مهارات فردية اكبر حجماً، واكثر تألقاً في ظل احتكاكها بلاعبين افضل مستوى. وكان التعادل مع تايلاند وضع الجهازان الإداري والفني واللاعبين في إحباط شديد، وشوهد مدير المنتخب يوسف برجاوي يبكي، كما اُسعف أمين صندوق الاتحاد محمود الربعة لإصابته بضيق في التنفس فور إطلاق الحكم صافرة النهاية. وأعلن برجاوي ان الخطوة الصحيحة الواجب تنفيذها حالياً تتمثل في تقديم اجهزة المنتخب كلها استقالتها والبحث بهدوء عن برنامج منظم للمرحلة المقبلة. ولعل أبرز الأخطاء التي أوقعت المنتخب في المحظور في المباراة امام تايلاند تجسدت في إدخال تعديلات كثيرة على التشكيلة التي خطفت الأضواء امام العراق، إضافة الى إشراك لاعبين غير منسجمين في مركزين متجاورين على غرارموسى حجيج ومارسيليو، اللذين كانا على خلاف في معسكر ألمانيا تسبب بابعاد حجيج، ثم أيقاقه، قبل أن يصدر قرار عفو خاص عنه. وعموماً لا يقع اللوم فقط على سكوبلار في المباراة امام تايلاند، علماً بأنه برر إخراج مهاجمين ودفع آخرين مكانهما ليرفع من وتيرة الضغط على المرمى المنتخب المنافس في الشوط الثاني، اذ وقع اللاعبون في أخطاء كثيرة وبعضهم كان بعيداً جداً عن مستواه المعهود مثل القائد جمال طه، الذي واجه قرار استبداله بغضب شديد، وتساءل كثيرون عن السبب في ترك فيصل عنتر خارجاً، في حين لم يعطَ شقيقه رضا الفرصة الكافية لاثبات حضوره القوي، ولام كثيرون ايضاً حجيج على انانيته الزائدة في بعض الفترات، وتلاشي فاعلية جيلبرتو كلياً عبر المباشرة على المرمى، وشككوا في جهوزية فؤاد حجازي للمشاركة أساسياً في المباراة، بعدما لازم مقاعد الاحتياطيين في المباراتين السابقتين. كما تساءلوا عن الدافع الى تغييب المهاجم وارطان غازاريان قبل المبادرة الى اشراكه للاضطلاع بدور المنقذ الحقيقي في نهاية المباراة. والاكيد ان التساؤلات لم تعد تنفع البتة خصوصاً أن العبور الى الدور ربع النهائي كان على قاب قوسين أو أدنى... لكن النصف الآخر من حلم كأس الامم الآسيوية تبخر ولم يعد ينفع البكاء على الاطلال؟ عدم تجديد العقد من جهته، اعلن الامين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم رهيف علامة ان الاخير لن يجدد عقد مدرب منتخبه، الكرواتي جوزيب سكوبلار، وقال: "نشكر سكوبلار على الجهود التي بذلها في سبيل تطوير المنتخب، ونعلن عدم رغبتنا في تجديد العقد". واعتبر سكوبلار، الذي تولى مهمة الاشراف على المنتخب اللبناني قبل عشرة اشهر فقط المدرب الثاني الذي يغادر البطولة، بعد مدرب المنتخب السعودي، التشيخي ميلان ماتشالا الذي اقيل من منصبه بعد الخسارة امام اليابان في المباراة الاولى 1-4، وهو تقاضى راتباً شهرياً مقداره 10 آلاف دولار إضافة الى حوافز مالية عالية ارتبطت بالنتائج التي حققها المنتخب باشرافه. واشار علامة الى عدم انسجام الآراء بين لجنة المنتخبات في الاتحاد اللبناني وسكوبلار، وقال: "اعترف باننا ترددنا في اتخاذ القرار الصعب باقالة سكوبلار سابقاً، وتحديداً قبل شهرين من انطلاق البطولة لكن هذه الخطوة كانت ستفسر وقتذاك بأنها اخفاق من جانبنا". واضاف: "بالغ سكوبلار في موضوع اختبار اللاعبين، ولم يبالي بدعواتنا المستمرة الى الثبوت على تشكيلة معينة، باعتباره الوسيلة المثالية لتسجيل نتيجة مشرفة على ارضنا على رغم ادراكنا صعوبة المهمة". وكشف علامة بأن سكوبلار رفض خوض اي مباراة ودية للمنتخب منذ اوائل ايلول سبتمبر الماضي والاكتفاء بالتدريبات حتى انطلاق البطولة، وان الاتحاد الزمه بتكثيف المباريات الودية، واصر على تنظيم معسكر اخير في قبرص خاض مباراتين فيه، كما فرض خوضه مباراة اضافية مع كل من منتخبي عمانوالامارات على رغم رفض سكوبلار". ورفض علامة مقولة تدخل الاتحاد في برنامج الاعداد: "باستثناء اللحظات الاخيرة لتوفير افضل استعداد للمنتخب، ومن دون ان يشمل ذلك بالتأكيد اختيار التشكيلة". ورأى ان المساواة سادت بين لاعبي المنتخب سواء كانوا من المقيمين او المغتربين: "وهم ادوا المباريات بروح وطنية عالية لا غبار عليها". وختم بالقول: "إن بقائي في الاتحاد او عدمه شأن داخلي يحدده الاتحاد اللبناني في مكان وزمان مناسبين". وبدوره صرح مدير عام الشباب والرياضة ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة زيد خيامي بان لبنان كسب تحدي انجاح البطولة حتى في حال خروج منتخبه من الدور الاول، وتحقق ذلك بحسب قوله عبر التنظيم الجيد، والذي تجلى في حفل الافتتاح الرائع والكوادر الادارية الكفية، وبناء المنشآت واكد ثقته بان المنتخب سيكون له شأن كبير في المستقبل". مخاوف وبالانتقال الى التأثيرات الميدانية لخروج المنتخب اللبناني المضيف على باقي مراحل البطولة، وخصوصاً لجهة المواكبة الجماهيرية للمباريات، اكد الكويتي اسد تقي، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ان نجاح النهائيات مسؤولية اللبنانيين قبل غيرهم، واعتبر ان المستوى الفني للمنتخبات المشاركة مشجع، ويستحق المتابعة والتشجيع في الملاعب". ووضع تقي المنتخب الياباني في المرتبة الاولى على صعيد ترشيحات احراز اللقب الى جانب منتخبات ايران والكويت وكوريا الجنوبية والصين، وقال: "كلما انخفض عدد المنتخبات ارتفع المستوى اكثر". وبدوره حض الامين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بيتر فيلابان الجمهور اللبناني على متابعة المباريات على رغم خروج منتخب بلاده، ورأى ان هواة اللعبة احبطوا اذ كانت امام منتخب لبنان فرصة ذهبية لبلوغ الدور ربع النهائي: "واني اشاطرهم خيبة الامل، استحق اكثر مما قدمه". واعتبر فيلابان ان الحضور الكثيف يعكس الجهود الجبارة للمسؤولين في سبيل تحقيق معجزات تهيئة عوامل الاستضافة وانجاز الملاعب والفنادق والبنى التحتية في الشهرين الماضيين". واكد فيلابان ان التحسن والتطور الكبيرين اللذين لازما المستوى الفني لمباريات البطولة عنها في البطولة السابقة في الامارات بدليل ان عدد الاهداف التي سجلت ارتفع، الا ان استمرار هذا التطور والتحسن في المباريات المتبقية من البطولة رهن بمتابعة هواة اللعبة لها في الادوار التالية اذ لا يعقل اقامتها في مدرجات خالية من الجمهور". واعتبر فيلابان ان منتخبات اليابان والصين والكويت وكوريا الجنوبية وايران تملك حظوظاً كبيرة لاحراز اللقب لانها سلكت الطريق الصحيح على صعيد الاعداد، مشيراً الى ان اليابان اظهرت تطوراً بسبب اطلاق الدوري الياباني للمحترفين: "وعلى بقية الدول ان تسير على خطاها". ولفت الى ان البطولة شهدت بروز لاعبين واعدين عدة في منتخبات اليابان والكويت والصين وقطر وكوريا الجنوبية".