غادر المدرب الجديد لمنتخب لبنان لكرة القدم الكرواتي جوزيب سكوبلار - حامل الحذاء الذهبي الأوروبي 1972 - بيروت صباح أمس، ليعود مطلع الأسبوع المقبل استعداداً لمباشرة مهامه مديراً فنياً للمنتخب الذي يستعد لنهائيات كأس آسيا 2000، عقب اللقاء الذي سيجمعه والنجم الأحمر اليوغوسلافي الأربعاء المقبل. وبذلك سيقود سكوبلار "المنتخب العتيد" في مباراته الثانية والنجم الأحمر في 26 كانون الجاري. وأول من أمس، وعقب توقيعه العقد مع الاتحاد اللبناني، تابع سكوبلار تمرين المنتخب على ملعب المبرة وسجل ملاحظاته واجتمع مساء مع أفراد الجهاز الفني المؤلف من سمير سعد ومحمود حمود وجهاد محجوب، وأوضح أن دور هؤلاء سيكون أكبر في المرحلة المقبلة. وجدد سكوبلار تأكيده أن باب الدخول الى المنتخب سيكون مفتوحاً أمام أصحاب الكفاءة والخبرة، وكان أعجب خلال لقاء التضامن صور والأنصار في نهائي كأس الاتحاد الثانية الأحد الماضي بلاعبي الأنصار كيفورك قره بيتيان وعبدالفتاح شهاب، وسأل إذا كانا منضمين في الوقت الحاضر الى صفوف المنتخب، ما يعني أن التشكيلة المقبلة للمنتخب اللبناني لن تكون محصورة بالعناصر الشابة فقط. وسيجرب سكوبلار حين مباشرة مهامه عينة أولية تضم نحو 35 لاعباً، وقد يكون بينهم المهاجم وائل نزهة، الذي انتقل في مطلع الموسم من النجمة الى أحد أندية الدرجة الثانية في اليونان. ويحضّر الاتحاد اللبناني للعبة للقاء إعلامي يجمع الصحافة مع سكوبلار وجهازه الفني ولاعبي المنتخب قريباً. ومن خلال ما اتضح وفي ضوء "الفكر الهجومي" الذي يفضل سكوبلار اعتماده، سيعدّ المنتخب ليتحول من طريقة 3-5-2 الى 4-3-3، لكن ذلك في حاجة الى توافر العناصر المؤهلة للقيام بذلك. ويبدو أن الاتحاد سيستفيد من قرار التجنيس الاستثنائي لخمسة لاعبين دعماً للمنتخب في البطولة الآسيوية، والبحث جارٍ في دول الاغتراب على اللاعبين المرشحين لذلك، فضلاً عن بلدان أخرى. وقد فاتح الاتحاد سكوبلار بهذا التوجه وطلب مساعدته، من خلال معرفته واتصالاته مع بالأندية اليوغوسلافية وغيرها، خصوصاً أن الأولوية هي لتجنيس مهاجمين ولاعب وسط صانع ألعاب ومدافع ليبيرو. وفي استطلاع سريع أجرته "الحياة" في اليومين الأخيرين، أعرب غالبية العاملين في وسط كرة القدم عن ارتياحهم للتعاقد مع سكوبلار، لا سيما أن تجاوبه وحماسته للمهمة يذللان عقبات كثيرة "لكن العامل الأساسي في نجاحه سيبقى في مدى تجاوب اللاعبين وانتظامهم". ومن المنتظر أن يعقد سكوبلار قريباً لقاء مع مدربي الأندية للاطلاع على آرائهم، في ظل شغل بعض اللاعبين مراكز في فرقهم غير تلك التي يشغلونها في صفوف المنتخب. وفي اطار المباريات الاختبارية الإعدادية، سيلعب المنتخب في الشهرين المقبلين مع منتخبي أذربيجان ومولدافيا، ويجري مدير المنتخب يوسف برجاوي اتصالات مع الاتحاد السوداني لايفاد منتخبه الى بيروت. وعلمت "الحياة" أن اختيار المنتخبات يأتي استناداً الى تصنيف الاتحاد الدولي من منطلق احضار منتخبات متقاربة المستوى حالياً مع الفريق اللبناني الذي سيدخل معسكراً مغلقاً خارج لبنان فور انتهاء الموسم الرسمي، وتحديداً من 10 الى 25 نيسان ابريل المقبل. وعلى خط موازٍ، يتجه الاتحاد اللبناني للعبة الى الاعتماد على موارده الذاتية للانفاق على تأهيل الملاعب التابعة للأندية النجمة، الصفاء، الشبيبة التي ستعتمد للتدريب في كأس آسيا 2000 "حيث أن الجهل والتجاهل من قبل بعض المسؤولين للمتطلبات والحاجات التنظيمية للمسابقة، يضعنا أمام خيار واحد لا غير". وكان أمين سر الاتحاد رهيف علامة مدير البطولة الآسيوية استغرب القرار الوزاري الأخير الذي خصص مبلغ 100 ألف دولار لكل من الملاعب العائدة ملكيتها للدولة والتي ستعتمد للتدريب "علماً أن بعض هذه الملاعب في حاجة الى نصف هذا المبلغ، والبعض الآخر في حاجة الى أضعاف مضاعفة، ليتمتع بالحدّ الأدنى من المواصفات المطلوبة". ومن ضمن ورشة التأهيل والتطوير، ستصلح مصابيح الإنارة في ملعبي برج حمود وجونيه، ليعودا الى استقبال المباريات الليلية. وعلمت "الحياة" ان الاتحاد سينفق على هذه الأعمال من موارده الخاصة وحصته المقررة لمدة أربع سنوات من الاتحاد الدولي والبالغة مليون دولار، والمخصصة لبرامج التطوير الفني ودورات التدريب والتأهيل. وقد تسلّم أخيراً الدفعة الأولى منها، "لكن الحاجة الحالية تجعلنا نتجاوز هذا القرار وبموافقة من أركان الاتحاد الدولي القائمين على هذا المشروع" ولأن الانتظار لم يعد مجدياً البتة